📁 آخر الأخبار

غيشن فوناكوشي مؤسس الكراطي شوطوكان :


يُعد غيشن فوناكوشي شخصية بارزة في عالم فنون القتال، حيث يُعرف بكونه مؤسس أسلوب شوتوكان، أحد أشهر أساليب الكراتيه في العالم، كانت انطلاقة فوناكوشي الأولى مع الكراتيه في جزيرة أوكيناوا مسقط رأسه، وانتقلت بعد ذلك إلى بقية أنحاء العالم، تاركة وراءها إرثا غنيا من المعرفة والمهارات. 

غيشن فوناكوشي أب الكراطي الحديث
غيشن فوناكوشي أب الكراطي الحديث.

في هذا المقال، سنتعرف على حياة غيشن فوناكوشي وإنجازاته، ونستكشف مساهماته الجسيمة في تطوير فن الكراتيه ونشره على مستوى عالمي.

سيـرة غيشـن فوناكوشـي :

يعتبر غيشن فوناكوشي من المؤسسين الأوائل للكراطي الحديث، ولد بمدينة شوراي سيتي في جزيرة أوكيناوا سنة 1868، وعند بلوغه الحادية عشر من عمره تلقى التداريب على يد الأستاذين انكو اتسو و ياتسوني ايزاتو ، وبعد أن أصبح شابا يافعا اكتسب مهارات عديدة في الفنون الدفاعية فقام بتنظيم عروض رياضية في الكراطي فاشتهر داخل اليابان، فتم استدعائه لأداء عروض أمام الأمير الياباني هيرو هوتي عند زيارته لجزيرة أوكيناوا .
كانت انطلاقة فوناكوشي في سنة 1928 عندما شارك في أول معرض للتربة البدنية والتي نظمته وزارة التعليم اليابانية فلقيت عروضه استحسانا وانبهارا من طرف اليابانيين خاصة عند استعراضه للكاطا .
وأمام كثرة العروض التي تلقاها فوناكوشي للتعريف برياضة الكراطي انتقل من أوكيناوا إلى اليابان لتعليم الكراطي ، حيث اشتغل بعدة جامعات يابانية ومنها جامعة طوكيو ، فقام بإنشاء الدوجو الخاص به وأنشأ أسلوبه الخاص جعله يتصف بعدة مميزات.

مميزات أسلوب غيشن فوناكوشي :

من أهم مميزات أسلوب غيشن فوناكوشي نذكر مايلي :
  • الاستقلالية : جعل اللغة اليابانية هي السائدة في هذا الأسلوب وأبعد المسميات الصينية القديمة التي كانت سائدة بعد استقلال الكراطي عن الكونغفو الصيني القديم وتغيير اسم kanji بترجمتها إلى الكراطي باليابانية مع الاحتفاظ على نفس المعنى .
  • عمل على تهديب رياضة الكراطي: عن طريق نبد العنف والقتل وعمل على تطوير شخصية الممارسيين وركز على المبادئ والأخلاق ، وشدد فوناكوشي على أهمية الانضباط والاحترام في ممارسة الكاراتيه، وخير دليل على ذلك هو أداء التحية عند البداية وعند النهاية .
  • التوازن بين الجسد والعقل: ركز فوناكوشي على تحقيق التوازن بين الجسد والعقل في ممارسة الكاراتيه، معتقدًا أن الكاراتيه ليس مجرد فن قتالي، بل هو أسلوب حياة.
  • التطور الذاتي: رأى فوناكوشي أنّ الكاراتيه أداة قوية للتطور الذاتي، وأن ممارسته تساعد على تحسين الشخصية وبناء الثقة بالنفس.
  • تطوير الكراطي: حيث جعله في متناول الجميع بصرف النظر عن الفئة والعمر والقدرات البدنية بعدما كان أكثر صرامة في السابق .

إنجازات غيشن فوناكوشي:

لقد تمكن الأستاذ غيشن فوناكوشي على مجموعة من الانجازات، أهمها:
  • تأسيس أسلوب شوتوكان: يُعد شوتوكان أحد أشهر أساليب الكاراتيه في العالم، وله ملايين الممارسين في جميع أنحاء المعمورة.
  • نشر الكاراتيه: نجح فوناكوشي في نشر الكاراتيه في اليابان والعالم، وساهم في تحويله من فن قتالي تقليدي إلى رياضة عالمية محترمة.
  • تأليف الكتب: ألف فوناكوشي العديد من الكتب عن الكاراتيه، والتي ساهمت في نشر المعرفة حول هذا الفن وتعليمه للأجيال القادمة.
  • تأسيس جمعية اليابان للكاراتيه: أسس فوناكوشي جمعية اليابان للكاراتيه JKA في عام 1949، والتي تُعد المنظمة الرسمية لرياضة الكاراتيه في اليابان.

أهم مِؤلفات غيشن فوناكوشي : 

ترك فوناكوشي عدة مؤلفات في الكراطي، والتي تُرجمت إلى العديد من اللغات، ومن أهمها :
  1. أول كتاب ألفه كان اسمه روكيو كو كراطي دو .
  2. كتاب كراطي دو كيوهان شرح فيه أساسيات الكراطي،
  3. كتاب كراطي دو ماي أوف ليف ويتحدث عن حياته وسيرته الذاتية .

أسلوب الشوتوكان  :

طور فوناكوشي أسلوبه الخاص في الكراتيه، والذي سماه شوتوكان، بمعنى "بيت الموجة" أو " نسبة إلى تموج شجر الصنوبر". يركز أسلوب شوتوكان على الحركات القوية والدقيقة، مع التأكيد على الانضباط والاحترام، كما ركز فوناكوشي على الجانب الروحي للكراتيه، ورأى فيه وسيلة لتطوير الذات وتحقيق الانسجام الداخلي.

فلسفة الشوتوكان:

تتميز فلسفة شوتوكان بالتركيز على الانضباط الذاتي، وتطوير القوة البدنية والعقلية على حدٍ سواء. يُؤكد هذا الفن النبيل على أهمية احترام الخصم، والتحكم في النفس، واستخدام تقنيات القتال للدفاع عن النفس وليس للعدوان عى الناس.

خصائص مدرسة شوتوكان:

تتميز مدرسة شوتوكان بالعديد من الخصائص التي ميزتها عن باقي مدارس الكاراتيه، من أهمها:
التركيز على تقنيات اللكمات والركلات: تُعد تقنيات اللكمات والركلات من أهم سمات مدرسة شوتوكان، حيث يتميز أسلوب شوتوكان بالتركيز على السرعة والقوة في تنفيذ هذه التقنيات، مع مراعاة الدقة والتوازن.
استخدام مواقف واقعية: تركز مدرسة شوتوكان على استخدام مواقف واقعية في التدريب، وذلك لضمان فعالية تقنياتها في القتال الحقيقي. تُحاكي تمارين شوتوكان مواقف قتالية مختلفة، مثل القتال ضد خصم واحد أو أكثر، أو الدفاع عن النفس ضد هجمات مفاجئة وغيرها.
التدريب على الكاتا: الكاتا هي عبارة عن سلسلة من الحركات المُرتبة مسبقا، تُستخدم لتطوير المهارات الفنية والبدنية لممارسي الكاراتيه. تُولي مدرسة شوتوكان أهمية كبيرة لتدريب الكاتا، حيث تُساعد على تنمية الانضباط والتركيز والتنسيق، وتوجد حوالي 26 كاتا أساسية في أسلوب الشوتوكان.
التدريب على الكوميتيه: الكوميتيه هو مصطلح يُشير إلى القتال الحر المُتمرس، حيث يُتيح هذا التدريب للفرد تطبيق مهاراته في بيئة مُحاكية للواقع، وتطوير قدرته على التفاعل مع خصم حقيقي.
التنافس الرياضي: تُشجع مدرسة شوتوكان على التنافس الرياضي، وذلك لقياس مهارات الممارسين وتطويرها. تُقام العديد من بطولات الكاراتيه على مستوى العالم، وتُعدّ مدرسة شوتوكان من أكثر المدارس نجاحا في هذه البطولات.

تقنيات شوتوكان الكاراتيه:

يشتهر شوتوكان الكاراتيه بتقنياته القوية والدقيقة، والتي تعتمد بشكل أساسي على اللكمات والركلات، يتميز هذا الفن بتركيزه على السرعة والقوة والدقة، مع إيلاء أهمية كبيرة للتوازن والتنسيق بين حركات الجسم، يعرف شوتوكان بمجموعة واسعة من التقنيات المتنوعة، والتي تُصنف إلى فئات رئيسية:
  • اللكمات: تُعد اللكمات من أهم تقنيات شوتوكان، وتتنوع بين اللكمات المباشرة، واللكمات الجانبية، ولكمات اللف.
  • الركلات: تُستخدم الركلات في شوتوكان لضرب الخصم من مسافات بعيدة، وتشمل الركلات الأمامية، والركلات الخلفية، وركلات اللف.
  • الصدات: تُستخدم الصدات للدفاع عن النفس ضد هجمات الخصم، وتتطلب سرعة ومهارة ودقة.
  • الرمي: تُستخدم تقنيات الرمي لإسقاط الخصم على الأرض، وتتطلب قوة وتوازنًا جيدًا.
  • الكاتات: هي مجموعات مُحددة من الحركات تُمارس بشكل مُنظم، وتُساعد على تحسين المهارات وتطوير الانضباط.


تأثير مدرسة شوتوكان:

لقد كان لمدرسة شوتوكان تأثير كبير على انتشار فن الكاراتيه في جميع أنحاء العالم، فقد ساهمت جهود السيد فوناكوشي وتلاميذه في تعريف العالم بهذا الفن العريق، ونشر قيمه وفلسفته. اليوم، تُعد مدرسة شوتوكان من أكثر مدارس الكاراتيه شعبية، ولها ممارسون في جميع أنحاء العالم.


خاتمة :

يُعد غيشن فوناكوشي شخصية بارزة في عالم فنون القتال، حيث يُنسب إليه لقب "أب الكراطي الحديث". فقد لعب دورًا محوريًا في نشر هذا الفن القتالي من جزيرة أوكيناوا إلى بقية أنحاء العالم، تاركا وراءه إرثا غنيا من المعرفة والمهارات التي ما زالت تُمارس حتى يومنا هذا.
تعليقات