مبادئ وأساسيات الإسعافات الأولية :
لقد شكل تدبير الشأن الرياضي في عصرنا الحالي عدة تطورات مهمة ، ألزمت أغلب المشرفين عليه في بحث مستمر على توفير ظروف الصحة والسلامة داخل القاعات والملاعب الرياضية ، وذلك من أجل تجنب الإصابات الرياضية المحتملة أو على الأقل الحد من خطورتها .
الاسعافات الأولية في الوسط الرياضي : المبادئ و الأساسيات. |
أهمية الإسعافات الأولية في الوسط الرياضي:
من الناحية الواقعية ثبت بشكل عملي ، أن المدرب الرياضي هو المسؤول الأول على توفير وسائل الصحة والسلامة داخل القاعة أو الملعب الرياضي ، وخاصة بالنسبة للأندية والجمعيات الرياضية التي لا تتوفر على موارد كافية ، لذلك كان له دور أساسي في تقييم وتوقع الإصابات الرياضية وكذا المساهمة في علاجها.
لسوء الحظ ، تحدث الإصابات والحوادث
أثناء فترة التدريب أو في المنافسات الرياضية ، ومن المهم خلالها أن يكتسب المدرب المهارات
الأساسية المتعلقة برياضته ، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يكون قادرا بعد ذلك على توفير
العلاج المناسب لمجموعة واسعة من الحوادث.
حيث يمكن أن تغطي الإسعافات الأولية الرياضية، الإصابات الطفيفة أو الالتواء
أو الارتجاجات أو السكتة القلبية ومختلف الإصابات الأخرى التي تهدد حياة الأفراد.
ونتيجة لذلك، يجب على المدرب أن يكون مستعدا للرد على كل حادث سواء
كان صغيرا أو كبيرا دون تساؤل أو شك ، إضافة
إلى تعرفه على مختلف الإصابات والإلمام بطرق علاجها، بحيث يجب عليه أن يكون قادرا على اتخاذ
القرار الصحيح ، لأن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على صحة وسلامة الشخص المصاب، وبالتالي
المساهمة بشكل كبير في علاجه .
إجراءات الإسعافات الأولية :
يعتبر التدخل في الحالات الطارئة لتقديم المساعدة للأشخاص وإنقاذ أرواحهم أثناء التعرض للحوادث والاصابات الرياضية من الواجبات التي تقع على عاتق الأفراد تحت طائلة العقاب أحيانا ، على اعتبار أن كل دقيقة تمر تعد أمرا حيويا لبقاء الضحية على قيد الحياة ، فضلا على أن الاستجابة السريعة وتقديم الإسعافات الأولية من شأنه أن ينقذ الأرواح، أو على الأقل الحد من خطورة الإصابات المحتملة ، ويعتبر رد فعل المنقذ حاسما للمحافظة على الحياة ، وذلك بعد القيام بمجموعة من الإجراءات المساعدة في عملية الإسعاف ، والتي تعتبر أولية قبل تدخل الطاقم الطبي ومن أهمها نذكر ما يلي :
أولا : التحقق من وضعية وعي الضحية
وذلك عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة وإعطاء الأوامر البسيطة للضحية
لاستنتاج وضعيته (منها افتح عينيك، اضغط على يدي إذا كنت تسمعني ، وما إلى ذلك) وهي
عبارة عن مبادئ أولية في الإسعافات لتقييم درجة وعي الضحية ، وإذا لم يكن يستجب الضحية لهذه الأوامر، فمن المرجح أنه فقد وعيه
وهو في وضعية فقدان الوعي.
ثانيا: الدورة الدموية (جس النبض)
إذا كان تنفس الشخص المصاب منتظما، فسنكون أمام حالة دوران الدم (
دورة دموية ) ، أما إذا لم يكن هناك تنفس منتظم، فلن يكون هناك دوران أو نبض .
في حالة وجود نزيف بسبب الحادثة ، يجب في الحال إيقاف أي نزيف وإعطائه
الأولوية القصوى ، بحيث إذا توقف الضحية عن التنفس المنتظم، إضافة إلى كونه فاقدا للوعي،
فيجب على المنقذ أن يبدأ عملية الإنعاش على الفور.
ثالثا : التحكم في التنفس في حالة فقدان وعي الضحية
يجب أولا القيام بتنظيف مجرى هواء الضحية الفاقد للوعي ، وذلك عن طريق
إمالة رأسه إلى الخلف وفتح فمه والتحقق من عدم وجود أي عائق في مجرى التنفس ، و يجب
أيضا التأكد من أن مستوى قفصه الصدري يرتفع وينخفض والشعور بأنفاسه لمدة 10 ثواني على
مستوى الأنف والفم .
رابعا : ترك الضحية في وضع الأمان الجانبي
إذا كان المصاب فاقدا للوعي ويتنفس، يجب وضعه في وضعية الأمان الجانبي
(PLS) ، وذلك لضمان الدورة الدموية الجيدة للممرات الهوائية، وبالتالي مرور
الهواء إلى رئتي الضحية .
بحيث يضمن (PLS) بقاء مجرى الهواء
نظيفا ويمكن أن يتدفق القيء أو الدم ، وبذلك يكون الشخص المصاب محميا من الاختناق
.
وبصفة عامة ، يستلزم الأمر وضع الضحية على جانبه، بحيث تكون ذراعيه وساقيه
على شكل عكازات ، لتحقيق الثبات و الاستقرار في وضعه ، بحيث يجب أن يكون فمه مفتوحا ومتجها إلى الأسفل
لمنعه من الاختناق ، وبمجرد تأمين وضعية الأمان، يجب الاتصال بخدمة الطوارئ حسب الرقم
الهاتفي الموضوع رهن إشارة العموم حسب الدولة (15 أو 18 أو 112) وموازاة مع ذلك
يجب التحقق بانتظام من تنفس الضحية إلى حين وصول المساعدة.
خامسا : تدليك القلب بإجراء ضغطات على الصدر والتنفس
إذا كان الضحية فاقدا للوعي ولم يكن يتنفس (لم تظهر أي علامة على التنفس)،
فيجب الاتصال في الحين بخدمة الطوارئ على الفور (15 أو 18 أو 112).
وخلال فترة انتظار المساعدة، يجب القيام بتنفيذ إجراءات الإسعافات الأولية
التالية: قم بإجراء الضغطات على الصدر والتنفس (من الفم إلى الفم)، بالتناوب 30 ضغطة
على الصدر ونفسين لمحاولة إنعاش الضحية.
وبعبارة أخرى ، بعد 30 ضغطة على الصدر، يتم نفخ الهواء مرتين : للقيام
بذلك، يجب الضغط على الأنف بيد واحدة، ثم وضع اليد الأخرى على الذقن والقيام بإمالة
الرأس إلى الخلف ، يتم القيام بالشهيق بشكل طبيعي، ثم وضع شفة الفم حول فم الشخص الجامد
والقيام بالزفير بشكل طبيعي ، بحيث ينبغي ممارسة التدليك والنفخ القلبي بمعدل
30:2 حتى وصول المساعدة المتخصصة (طبيب الطوارئ) .
سادسا : استخدم مزيل الرجفان الخارجي الآلي
تعتبر مزيل الرجفان الخارجي الآلي من أجهزة الإسعافات الأولية، والتي أصبحت موجودة بشكل متزايد ومتاحة في الأماكن العامة: وسائل النقل العام، الشركات، المؤسسات الإدارية، وغيرها .
للمساعدة في إنقاذ الأرواح، فإن أجهزة AED (مزيل الرجفان الخارجي الآلي) تعتبر سهلة الاستخدام للغاية ، بمجرد تشغيلها
يتم إرشادك إلى الإجراء الذي يجب إتباعه ، خطوة بخطوة.
الإسعافات الأولية أثناء حوادث الملاعب الرياضية :
من المؤسف أن حوادث الملاعب الرياضية أصبحت شائعة، يمكن أن يكون لها في
بعض الأحيان عواقب وخيمة، مثل السكتات القلبية المفاجئة، من المهم معرفة هذه المخاطر
والإسعافات الأولية التي يجب تقديمها في حالات الطوارئ.
وتجدر الإشارة، أن السكتة القلبية هي انقطاع مفاجئ لتدفق الدم بسبب خلل
في القلب ، يمكن أن يحدث بعد الصدمة، مثل حادث في الملعب الرياضي وغيرها ، لكن
يمكن أن تحدث أيضا بسبب عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو حتى
مرض السكري.
ومن المهم أن نعرف أن اللحظات الأولى بعد السكتة القلبية تعتبر حاسمة
لإنقاذ حياة الأشخاص، ويعتبر الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وسيلة فعالة للحفاظ
على الحد الأدنى من تدفق الدم وتزويد الدماغ بالأكسجين حتى وصول المساعدة.
على اعتبار أن الإنعاش القلبي الرئوي يتكون من إجراء ضغطات على الصدر
بمعدل 100 إلى 120 في الدقيقة، مصحوبة بنفخ الهواء إلى الرئتين باستخدام قناع إن أمكن،
ويمكن لأي شخص القيام بهذه التقنية، مع القليل من التدريب المسبق في الإسعافات
الأولية .
ومن المهم أيضا معرفة كيفية استخدام جهاز مزيل الرجفان الخارجي الآلي
(AED) والذي يمكن أن ينقذ حياة الشخص المصاب بالسكتة القلبية. تتواجد
أحيانا أجهزة AED بشكل متزايد في الأماكن العامة (الملاعب الرياضية) ويمكن للجميع استخدامها
في حالات الطوارئ.
يمكن أن تكون الحوادث الرياضية خطيرة، ولها عواقب جسدية ونفسية كبيرة على الأشخاص المشاركين فيها ، و من المهم اتخاذ
الاحتياطات اللازمة لتجنب الحوادث ومعرفة كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
أساسيات الوقاية من أخطار الاصابات الرياضية :
من أفضل السبل لتجنب الحوادث الرياضية هي التأكد من أنك في حالة بدنية
جيدة قبل البدء بأي نشاط بدني ، وهذا يعني أنه يجب الإحماء بشكل صحيح والقيام بتمارين
التمدد قبل البدء في اللعب أو التدريب. ومن المهم أيضا ارتداء معدات الوقاية المناسبة،
مثل الخوذات وواقيات الفم والرجل والركبة وغيرها.
ومن المهم أيضا إتباع القواعد وتعليمات السلامة الخاصة بأي نشاط رياضي
، بما فيها احترام قواعد اللعبة والالتزام بالتعليمات المنصوص عليها في التظاهرات
الرياضية ، حيث أنه بإتباع هذه القواعد والتعليمات ، من شأنه تقليل مخاطر الحوادث أو
على الأقل الحد من خطورتها بشكل كبير.
في حالة الطوارئ ، من المهم معرفة كيفية الاستجابة بسرعة وفعالية ، وهذا
يعني معرفة أرقام سيارة الاسعاف (15 في المغرب و112 في أوروبا). ومن المهم أيضا معرفة
كيفية إجراء الإسعافات الأولية، مثل الإنعاش القلبي الرئوي وتدبير الإصابات ، ومن المهم
أيضا معرفة متى يجب طلب الرعاية الطبية المتخصصة ، إذا كنت تعاني من الألم أو الأعراض
التي تستمر بعد التعرض لحادث رياضي، فمن المهم استشارة الطبيب أو أخصائي في الطب الرياضي، بحيث يمكن أن تتفاقم الإصابات غير المعالجة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا
تحمد عقباها .
ضرورة الالمام بأساسيات الإسعافات الأولية:
تتسبب لحظة قصيرة من عدم الانتباه أو خطأ أو سوء الحظ في وقوع حادث خطير
أثناء ممارسة الرياضة ، وخاصة في الرياضات العنيفة التي تكتسي طابع الخطورة ، ولهذا
السبب يجب أن يكون لدى كل رياضي معرفة مسبقة بالإسعافات الأولية.
التوفر على الوسائل المساعدة على الإسعافات الأولية :
يجب بالفعل التوفر على مجموعة من الأدوات والوسائل المساعدة في عملية الإسعافات الأولية ، وذلك قبل وقوع
الحادثة أو الإصابة الرياضية ، في البداية يجب التوفر على حقيبة الإسعافات الأولية
تتضمن على جميع الوسائل والمعدات الضرورية المساعدة في علاج المصاب ، إضافة التوفر
على الهاتف الخلوي والوسائل الوقائية الأخرى كالخوذة وغيرها والتوفر أيضا على
الأقل على قنينة إطفاء الحرائق وما إلى ذلك .
بهذه الطريقة فقط سيكون لدى الشخص الذي يجب عليه مساعدة الشخص المصاب
الوسائل اللازمة للقيام بالاسعاف الأولي قبل التدخل الطبي أو وصول سيارة الإسعاف
في الحالات الخطيرة.
لذلك يلعب المسعف دورا حيويا في مساعدة الشخص المصاب، بصفته أول شخص يكون في مكان الحادث في حالة وقوع حادث لا قدر الله ، مما يستوجب عليه إتقان جميع الإجراءات والأساسيات الضرورية في الإسعافات الأولية لتقديم الدعم والمساعدة بشكل صحيح .