تعتبر المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين من أكثر المشروبات الشائعة بين كافة الشرائح المجتمعية: أطفال، مراهقين، راشدين وحتى كبار السن، والتي يتم الاقبال عليها بكثرة دون الاكتراث  للمخاطر الصحية الذي قد يشكل استهلاكها وخاصة لدى الأطفال ، باعتبار هذه الفئة أكثر عرضة للآثار الجانبية التي قد تخلفها .

فماذا يقصد إذن بالمشروبات الرياضية؟ وهل هي نفسها مشروبات الطاقة؟ وما هي ياترى أهم الفروق بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة ؟ وماهي المكونات الأساسية لها ؟ وهل توجد فوائد معينة لهذه المشروبات؟ وإذا كانت لها مخاطر على الصحة ؟ فأين تكمن هذه المخاطر؟

أهم الفروق بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة :

يعتقد أن مشروبات الطاقة تعمل على تعزيز الطاقة وتقلل التعب وتزيد التركيز، لكونها تحتوي على مكونات مثل الكافيين والسكر والتورين (حمض أميني) والأعشاب والفيتامينات.

أما المشروبات الرياضية فهي مشروبات ذات نكهات متنوعة تحتوي عادة على خليط من الماء والسكريات والكهارل (المعادن)، مثل الملح والبوتاسيوم والمغنيسيوم ، يمكن أن تساعد في استبدال الشوارد المفقودة من خلال العرق أثناء الأنشطة المكثفة.

وبشكل عام، تختلف المشروبات الرياضية عن مشروبات الطاقة من حيث التركيبة والهدف. فهي مصممة لتزويد الجسم بالماء والكهارل التي يفقدها خلال التمارين الرياضية المكثفة، مثل الصوديوم والبوتاسيوم.

المكونات الأساسية لمشروبات الطاقة :

لا يُنصح بمشروبات الطاقة للأطفال والمراهقين بسبب كمية الكافيين و الجوارانا والشاي الأخضر والسكريات والمكونات الأخرى (مثل الأعشاب والأحماض الأمينية) التي تحتوي عليها.

على اعتبار أن الكافيين هو عقار موجود في أوراق وبذور العديد من النباتات، كما يتم تركيبه بشكل صناعي وإضافته إلى بعض الأطعمة ، وعلى العموم يوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات التي يتم استهلاكها بشكل شائع، مثل حليب الشوكولاتة ومنتجات الشوكولاتة الأخرى ، في القهوة والشاي والعديد من المشروبات الغازية وبعض الأدوية ، حيث له تأثير قوي في كونه يوقظك ويعزز طاقتك ونشاطك مؤقتا .

يمكن أن تحتوي مشروبات الطاقة على ما يتراوح بين 50 مل غرام إلى أكثر من 200 مل غرام من الكافيين لكل قنينة. وقد تحتوي الواحدة منها على كمية من مهمة من الكافيين، أكبر من الحد الأقصى الآمن للاستهلاك اليومي للأطفال والمراهقين .

فوائد مشروبات الطاقة :

تُعرف هذه المكونات بخصائصها المحفزة، والتي يمكن أن تساعد في تحسين التركيز واليقظة والقدرة على التحمل البدني. ومن المعروف أيضا أن الكافيين يزيد من عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي يعزز حرق الدهون وإنتاج الطاقة.

على الرغم من أن مشروبات الطاقة قد توفر بعض الفوائد للرياضيين، إلا أنه من المهم ملاحظة أن هذه الفوائد يمكن الحصول عليها من مصادر طبيعية مثل القهوة والفواكه والخضروات. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاطر الصحية المرتبطة بمشروبات الطاقة تجعلها خيارا غير صحي على المدى الطويل.

استهلاك  مشروبات الطاقة من طرف الرياضيين :

يمكن أن يكون استخدام مشروبات الطاقة مفيدا للرياضيين الذين يتطلعون إلى زيادة قدرتهم على التحمل والتركيز وخاصة أثناء الحصص التدريبية أو المنافسات الرياضية ،  وتحتوي هذه المشروبات غالبا على مكونات مثل الكافيين والجوارانا، والتي يمكن أن تساعد في تعزيز عملية التمثيل الغذائي وتقليل التعب العقلي والجسدي والقدرة على التحمل البدني أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

على الرغم، من أن بعض الدراسات أشارت إلى أن تناول كميات معتدلة من الكافيين قبل التمرين قد يحسن الأداء البدني، إلا أن هناك العديد من الدراسات الأخرى التي تشير إلى أن فوائد مشروبات الطاقة محدودة، وأن المخاطر تفوق الفوائد في معظم الحالات.

مكونات المشروبات الرياضية:

 قد تحتوي المشروبات الرياضية على المكونات التالية :

البوتاسيوم والصوديوم : تعتبر من أنواع الشوارد ، والمعادن الموصلة للكهرباء الموجودة في جميع أنحاء الجسم، حيث  تعد الإلكتروليتات ضرورية للترطيب المناسب، ويمكن تقليل كميتها في الجسم بسبب الجفاف الناتج عن ممارسة الرياضة أو الحرارة الزائدة.

الكربوهيدرات : تعتبر الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة لجسم الإنسان ، حيث يقوم جسمنا بتكسير الكربوهيدرات كجزء من عملية التمثيل الغذائي لإنتاج الطاقة.

الفيتامينات : تعد الفيتامينات عناصر غذائية ضرورية للتفاعلات الأيضية الأساسية في الجسم ، يمكنها العمل كمحفزات لهذه التفاعلات والمشاركة فيها.

المـاء : المكون الأساسي للمشروبات الرياضية ، هو الماء والذي يعتبر عنصرا مهما وأساسيا أثناء ممارسة التمارين الرياضية باعتباره يحافظ على الترطيب اللازم. 

مشروب الذرة عالي الفركتوز

التحلية المغذية : تُستخدم هذه المنتجات بدلاً من المُحليات والسكريات ذات السعرات الحرارية العالية، ويمكنها تحلية الأطعمة والمشروبات دون إضافة سعرات حرارية.

النكهات الطبيعية والاصطناعية : تستخدم نكهات الفاكهة الطبيعية والاصطناعية عادة لتعزيز طعم العديد من المشروبات الرياضية.

الآثار الجانبية للمشروبات الطاقية :

يعد الأطفال والمراهقون أكثر عرضة للآثار الجانبية من الراشدين لكونهم ضعيفي المناعة وأخف وزنا ، وبالتالي فهم أكثر عرضة للمكونات النشطة لمشروبات الطاقة ، مثل الكافيين، بل أكثر من ذلك يمكن أن يكون الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية جسدية أو عقلية معينة أكثر عرضة لخطر الآثار الضارة الناجمة عن مشروبات الطاقة ومن أهمها الإصابة بالسمنة .

، بحيث يمكن للكافيين التي يوجد فيها أن يجعل بعض الأدوية تعمل بشكل أكثر خطورة على الصحة،  لذلك نعرض بشكل موجز أهم الآثار الجانبية الناجمة عن استهلاك المشروبات الطاقية وهي كالتالي :

1. تسارع معدل ضربات القلب؛
2. ضغط الدم المرتفع؛
3. الصداع الحاد؛
4. السلوك الاندفاعي والقلق؛
5. الهيجان والأرق؛
6. القيء أو الإسهال في بعض الأحيان.

وبصفة عامة، فإن مشروبات الطاقة هي منتجات تسويقية مصممة لزيادة الطاقة واليقظة، ولكنها تحتوي على العديد من المكونات التي قد تكون ضارة بالصحة عند الإفراط في تناولها. بدلا من الاعتماد على مشروبات الطاقة، من الأفضل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للحصول على الطاقة التي يحتاجها الجسم.

نصائــح وإرشـادات :

لا تعتبر مشروبات الطاقة بديلا عن الوجبة الأساسية، بل لابد من الحفاظ على الوجبات الصحية بعد ممارسة التمارين الرياضة ، كما لا يمكن أن تحل محل الماء ، لكون هذا الأخير يعتبر أفضل حل لعملية الترطيب قبل وأثناء وبعد ممارسة النشاط البدني ، كما يجب تجنب تناولها على معدة فارغة لكونها قد تكون أكثر خطورة على الصحة.

أما المشروبات الرياضية فقد تم تصنيعها لتحل محل السوائل والكهارل (المعادن) المفقودة في العرق وتنشيط العضلات النشطة أثناء الأنشطة الرياضية ، ولكنها في الغالب تكون غير ضرورية بالنسبة للأطفال النشطين بدنيا أو المشاركين في الألعاب، مع الاقتصار فقط على وجبة خفيفة صحية (لكون الطعام يحتوي أيضا على الكتروليتات) إلى جانب الماء بعد ممارسة التمارين الرياضة، وذلك للمحافظة على الترطيب الكافي للجسم .

خاتمة:

في الختام، يمكن القول إن مشروبات الطاقة والرياضية ليست ضرورية للجميع، بل يمكن الاستغناء عنها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. يجب أن نكون على دراية بالمكونات الموجودة في هذه المشروبات ومخاطرها المحتملة قبل تناولها. فالصحة الحقيقية تكمن في اتباع نمط حياة صحي ومتوازن.