📁 آخر الأخبار

المقتضيات القانونية والتنظيمية للعصب الجهوية

دور العصب الرياضية الجهوية على الساحة الرياضية :

تعد الرياضة عنصرا أساسيا في حياة الفرد والمجتمع، فهي تساهم في تعزيز الصحة البدنية والنفسية، وتُنمي روح التعاون والانضباط، وتُشجع على القيم النبيلة مثل المثابرة والروح الرياضية، ولعبت المؤسسات الرياضية على اختلاف مستوياتها، دورا هاما في نشر ثقافة الرياضة وتطويرها.

المقتضيات القانونية والتنظيمية للعصب الجهوية
 المقتضيات القانونية والتنظيمية للعصب الجهوية.

ولكن يبقى دور العصب الرياضية الجهوية محوريا في هذا المجال، حيث تمثل حلقة وصل بين الأندية والاتحادات الرياضية الوطنية، وتشرف على تنظيم مختلف الفعاليات الرياضية على مستوى الجهة.

لذلك، من أجل ضمان السير العادي للأنشطة الرياضية، يستلزم على الجامعات الرياضية تأسيس عصب جهوية نظرا للخصوصيات الجغرافية والإدارية التي تعرفها المناطق والمدن بالمملكة .

وعلى هذا الأساس، كان من البديهي على الجمعيات والنوادي والشركات الرياضية التي تمارس على الأقل أحد الأنشطة الرياضية وتساهم في تنشيط الساحة الرياضية أن تنخرط في العصب الجهوية، وذلك بموجب القانون رقم 96-47 المتعلق بتنظيم الجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 84-97-1 بتاريخ 23 من ذي القعدة 1417 (2 أبريل 1997).


المقتضيات القانونية والتنظيمية الخاصة بالعصب :

 لا يجوز تأسيس أكثر من عصبة واحدة في كل جهة إلا استثناء وبالنسبة لكل نشاط رياضي، حيث  تسري على العصب الجهوية شأنها شأن الجمعيات والجامعات الرياضية ، أحكام الظهير الشريف رقم 376-58-1 الصادر في 3 جمادى الأولى 1378 (15 نوفمبر 1958)، كما وقع تغييره وتتميمه والأحكام المنصوص عليها في هذا القانون ، وأحكام الظهير الشريف رقم 150-10-1 صادر في 13 من رمضان 1431 (24 أغسطس 2010 ) بتنفيذ القانون 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.

وقد تطرق المشرع المغربي لأحكام العصب الرياضية بالتفصيل في المواد من 32 إلى 39 من القانون رقم 30/09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة ، وميز بين العصب الجهوية الهاوية والعصب الجهوية الاحترافية ، وحدد شروط متميزة حسب شكل ونوع العصب .



ما هي العصب الجهوية؟

العصبة الجهوية هي هيئة رياضية جهوية، تأسست بموجب مقتضيات القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، بهدف تنظيم وتنسيق الأنشطة الرياضية، وعلى وجه الخصوص فهي تساهم في تنظيم وتطوير الأنشطة الرياضية في نطاق الجهة التي تمثلها. وهي بذلك تتبع الجامعات الرياضية الوطنية، وتعمل تحت إشراف الوزارة الوصية على الرياضة.


ماهو الهيكل التنظيمي للعصب الجهوية؟

تتمتع العصب الجهوية بهيكل تنظيمي ديمقراطي، يشمل الجمع العام، والمكتب المديري، واللجان المتخصصة.

  1. الجمع العام: هو أعلى هيئة في العصب الجهوية، ويتكون من جميع أعضاء العصب. وهو يلتئم بصفة دورية لاتخاذ القرارات الهامة المتعلقة بسياسة العصب.
  2. المكتب المديري: هو الهيئة التنفيذية للعصب الجهوية، ويتولى تسيير شؤونها اليومية وتنفيذ القرارات التي يتخذها الجمع العام.
  3. اللجان المتخصصة: تتكون العصب الجهوية من لجان متخصصة في مختلف المجالات الرياضية، مثل لجنة كرة القدم، لجنة كرة اليد، لجنة كرة السلة، إلخ. وتتولى هذه اللجان دراسة وتقييم مختلف المشاريع الرياضية المقترحة.


أهمية العصب الرياضية الجهوية:

تكتسب العصب الرياضية الجهوية أهمية كبيرة في المنظومة الرياضية الوطنية، فهي تُساهم في:

  • نشر ثقافة الرياضة: تنظم العصب الرياضية الجهوية مختلف الفعاليات الرياضية في مختلف الفئات العمرية، مما يُساهم في نشر ثقافة الرياضة بين أفراد المجتمع، وتشجيعهم على ممارستها.
  • اكتشاف المواهب الرياضية: تتيح الفعاليات الرياضية التي تُنظمها العصب الرياضية الجهوية فرصة لاكتشاف المواهب الرياضية في مختلف الرياضات، وتطوير مهاراتهم وصقلهم.
  • تنظيم المسابقات الرياضية: تشرف العصب الرياضية الجهوية على تنظيم مختلف المسابقات الرياضية على مستوى الجهة، مما يُساهم في رفع مستوى المنافسة بين الفرق والأندية، وتطوير الرياضة بشكل عام.
  • دعم الأندية الرياضية: تقدم العصب الرياضية الجهوية الدعم المادي والفني للأندية الرياضية، مما يُساعدها على الاستمرار في ممارسة دورها في نشر ثقافة الرياضة وتطويرها.
  • تعزيز التعاون والتنسيق: تساهم العصب الرياضية الجهوية في تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالرياضة، مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية.


الشروط الواجب توفرها في العصب الجهوية :

يجب أن يتضمن النظام الأساسي الخاص بالعصب الجهوية بنودا تسعى إلى تحقيق على الخصوص ما يلي :

  • الخضوع للأنظمة الأساسية المعتمدة من طرف الجامعات و الاتجادات الرياضية ؛
  • النهوض بالأنشطة الرياضية البدنية والرياضية التي لها صبغة الهواية وتنميتها؛
  • اكتشاف المواهب الرياضية وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الحكام داخل العصب؛
  • استفادة جميع الأشخاص من ممارسة الرياضة دون تمييز ؛
  • تقلد مناصب المسؤولية على أساس تكافئ الفرص في أجهزة إدارة العصبة.


إلزامية مصادقة الإدارة على النظام الأساسي للعصب :

يجب تبليغ النظام الأساسي للعصبة إلى الإدارة التي تتحقق من مطابقته لأحكام هذا القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه بالنسبة العصبة الهاوية، كما جاء في المادة 32 من قانون التربية البدنية والرياضة 30/09 ، ويجب أيضا المصادقة على الأنظمة الأساسية للعصب الاحترافية من طرف الإدارة كما هو منصوص عليه في المادة 37 من نفس القانون .


اختصاصات العصب الجهوية :


من أهم الاختصاصات الممنوحة للعصب الجهوية من طرف الجامعات الرياضية أنها :

  • تسهر على تدبير وتسيير وتنفيذ جميع الأنشطة والبرامج على المستوى الجهوي،وذلك بتزكية من الجامعات الرياضية التي تسعى إلى النهوض بالأنشطة الرياضية وتنميتها عبر ربوع المملكة ؛
  • تضطلع العصب الجهوية، طبقا للأنظمة الأساسية بمسؤولية تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية التي لها صبغة الهواية بين الجمعيات الرياضية والشركات الرياضية التي تتألف منها ؛
  • تساهم في دراسة وإنجاز مشاريع التهيئة الرياضية الجهوية وفي تكوين الأطر التقنية في مجال تخصصها طبقا للمادة 34 من قانون التربية البدنية والرياضة 30/09 ؛
  • تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية ذات الصبغة الاحترافية التي تدخل ضمن اختصاصها إذا كان الرياضيون المجازون والراشدون ، المشاركون في المنافسات الوطنية يمثلون 50% على الأقل من الرياضيين المحترفين أو كانت نسبة 50% على الأقل من المشاركين في المنافسات الوطنية للنخبة البالغين سن الرشد شركات رياضية تطبيقا لمقتضيات المادة 36 من نفس القانون .

وعليه، تعد العصب الرياضية الجهوية ركيزة أساسية من ركائز المنظومة الرياضية في الدولة، فهي تلعب دورا محوريا في تنظيم وتطوير ممارسة الرياضة على مختلف المستويات.

ونظرا لأهمية دورها، يجب على الجهات المعنية دعم العصب وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لكي تتمكن من أداء رسالتها على أكمل وجه.


التحديات التي تواجه العصب الجهوية:

على الرغم من الدور الهام الذي تلعبه العصب الجهوية في تطوير الرياضة على المستوى الجهوي، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات، من بينها:

  • نقص الموارد المالية: تعاني العديد من العصب الجهوية من نقص الموارد المالية، مما يحد من قدرتها على تنفيذ برامجها.
  • نقص الكفاءات: تعاني بعض العصب الجهوية من نقص الكفاءات في بعض المجالات، مما يؤثر على أدائها.
  • صعوبة التنسيق مع الأندية: تواجه العصب الجهوية صعوبة في التنسيق مع بعض الأندية، مما يؤدي إلى تشتت الجهود.
  • غياب التخطيط الاستراتيجي: لا تتوفر لدى بعض العصب الجهوية خطط استراتيجية واضحة المعالم، مما يحد من قدرتها على تحقيق أهدافها.

خاتمة:

تلعب العصب الجهوية دورا حاسما في تطوير الرياضة على المستوى الجهوي في المغرب. ورغم التحديات التي تواجهها، إلا أنها تبقى مكونا رئيسيا في منظومة الرياضة الوطنية. من خلال تعزيز دورها وتوفير الدعم اللازم لها، يمكن للعصب الجهوية أن تساهم بشكل فعال في تطوير الرياضة المغربية ورفع شأنها على الصعيد الدولي.

تعليقات