📁 آخر الأخبار

التقنيات الأساسية في الكاراتيه : الكياي والكيمي

دور التنفس في تصحيح التقنيات الأساسية في الكاراتيه : 

في معظم الفنون الدفاعية ، يعتبر التنفس عنصرا أساسيا ، يتيح للممارس دقة وكفاءة أكثر عند أداءه أي نشاط بدني ويمنحه ممارسة صحية مهمة، بحيث يتم العمل على تمارين محددة للسماح للممارس بالتعرف على تنفسه واختباره بأشكال مختلفة، وبذلك يمكن اعتبار التنفس جزءا لا يتجزأ من فعالية هذه التقنية، لكونه يعمل على نقل الطاقة التي تأتي من البطن (تسمى بالهارا وهو مركز الطاقة في الجسم).

التقنيات الأساسية في الكاراتيه : الكياي والكيمي
 التقنيات الأساسية في الكاراتيه : الكياي والكيمي.

ويتجسد ذلك، بواسطة العلاقة المتوازنة بين الكيمي والكياي من خلال إخراج الضغط الداخلي عن طريق التنفس الصحيح من جهة و الصرخة القوية من جهة أخرى، وهي علاقة متكاملة  تنشأ بين عملتي الشهيق والزفير أثناء كل تقنية مؤداة .

في الممارسة العملية لمعظم فنون الدفاع عن النفس ومن أهمها رياضة الكاراتيه ، يعتبر الوعي بالهارا أكثر أهمية لكل ممارس، باعتبارها مركز الطاقة الحيوية للأفراد، ومن الأساسي إذن معرفة كيفية استخلاص هذه الطاقة منها لجعل التقنيات أكثر فعالية ، ويتجسد ذلك الوعي عند أداء هده التقنيات، من خلال استخدام  لإيماءات الجسم ( بتنسيق وتناغم بين الوركين، والذراعين والساقين )، وبالموازاة مع التنفس الصحيح.


العلاقة المتكاملة بين الكياي  Kiai و الكيمي kime

باختصار يعرف مصطلح الكياي بالصرخة ، وذلك عند تنفيذ إحدى التقنيات الأساسية في الكاراتيه كالكاتا على سبيل المثال ، لكن رغم ذلك يصعب حصر معناها الشامل من مجرد انبعاث صرخة، وخاصة مع استحضار دور الطاقة  الانفجارية المنبعثة من الداخل ، بحيث يتم تركيز الضغط تجاه الهارا لتطلق سراحها أثناء الكيمي من خلال التعبير عن كياي.

وبذلك فهي تساهم في استقرار وتوازن الجسم عند أداء أي تقنية ، لأن الممارس من خلال اتقانه للكيمي يصبح واعيا بأهمية التقنيات المؤداة ، ويظهر ذلك جليا عند أداءك الكيهون بشكل خاص، لأنه يسمح لك التنفس بالتركيز أكثر على أسلوبك في الأداء .

غالبا، ما يكون رد الفعل الأول هو حبس أنفاسك أثناء التقنية خاصة عندما تكون التقنيات المستخدمة متسلسلة بحركتين فما فوق على سبيل المثال، ويكون عليك التفكير بعد ذلك في الجمع بين تلك التقنيات بشكل صحيح، والكيهون يسمح لك بإدراك ذلك وتصحيحه ، لأنه في بداية كل تقنية سيكون من الضروري إخراج الهواء من الرئتين ، وبمجرد مرور هذه المرحلة، سيكون لدى الممارس وعي معين بتنفسه في هذه التقنيات ، ليتم بعد ذلك الانتقال إلى الخطوة التالية ألا وهي التنفس الصحيح المنبعث من الهارا.

لكن لتعبئة تلك الطاقة الموجودة في الهارا، يجب أن يكون التنفس من البطن وليس من الصدر أو الحلق ، ومن الأخطاء الشائعة التي نجدها لدى أغلب الممارسين لرياضة الكاراتيه ، هي التنفس عن طريق نفخ القفص الصدري أو إصدار صوت من الحلق، وبالتالي فإن ذلك قد يشكل صعوبة في إتمام التقنية المستعملة، مما يتطلب عملا أكثر دقة واستقرارا معتمدا على التنفس ، سواء في عمليتي الشهيق أو الزفير .

 خلال عملية الزفير، تنقبض المعدة بإخرج الهواء من الرئتين ، ويتم تعبئة جزء من الطاقة الموجودة في الهارا، عن طريق إجراء طرد بطيء أو سريع للهواء موازاة مع التقنية المستعملة وبناء على درجة خبرة الممارس.

ويظهر ذلك أكثر، أثناء تأدية تقنيات الكاتا مثلا، يتحول الايقاع من بطيء إلى سريع حسب درجة صعوبة التقنية المستعملة في الكاتا على سبيل المثال، أو قوة ونجاعة التقنية المؤداة كما هو الشأن بالنسبة لمنافسة الكوميتيه .

وبشكل عام، الكياي والكيمي ليسا مجرد تقنيات إضافية في الكاراتيه، بل هما عنصران أساسيان في تطوير المقاتل. على اعتبار أن الكياي هو التعبير الخارجي عن الكيمي الداخلي. عندما يتمكن المقاتل من تحقيق الانسجام الكامل بين جسده وعقله وروحه، يصبح الكياي تلقائيا وعفويا، ويعكس قوة وإرادة المقاتل الحقيقية. وبالتالي، فإنه عندما يتم إصدار الكياي بشكل صحيح، فإن الطاقة الداخلية تتدفق بحرية، مما يؤدي إلى زيادة قوة وفعالية التقنية.


تحديد المقصود بالكياي Kiai :

الكياي Kiai هي قوة الصوت الذي يسمع عادة عندما يتم تنفيذ حركة هجومية مثل لكمة (ويتسوكي شودان أو جودان)، وبذلك يهدف إلى إخراج تلك الطاقة المخزنة لزيادة تأثير وقوة الهجوم .

لذلك، فهي عبارة عن صرخة مكونة من (كي Kiبمعنى الطاقة  و (أي Ai) بمعنى الاتحاد والانضمام ، لذلك فهي ليست مجرد صرخة ،  بل هي ارتباط وتناسق بين العقل والجسد والروح .

 يقوم الكياي بتوجيه تلك الطاقة نحو هدفه، في الوقت الذي يكون فيه الجسد والعقل في انسجام تام ، إضافة إلى ذلك ليس بالضرورة أن يكون الكياي موحد أو بشكل معين ، بل يختلف من شخص لأخر " عل سبيل المثل نجد : كاي ،هاي ، كي ، أي ، إييه .. " فهي قبل كل شيء تعتبر انسجام وتنفس، ومن تم نستحضر أيضا الكيمي بعلاقاته مع الكياي .


أهمية الكياي والكيمي في تحقيق الأداء :

عندما نؤدي الكياي عن طريق إحداث صرخة ، فإننا نخرجها من الهارا، وخاصة من مركز الطاقة المتمثل في البطن ، للقيام بذلك بشكل صحيح، فإنه يجب علينا أن نتعلم الكيمي بشكل صحيح، من خلال عملية الزفير إما بشكل بطيء أو سريع حسب مستوى و تقدم الممارس، في نهاية المطاف تتكون الطاقة في أعلى درجاتها .

من هنا يظهر إلى الوجود الكياي وهو مزيج من هذا الزفير مع صوت قوي، يكون مرتفعا بشكل طبيعي وبعمق أكثر ، لهذا من المهم أن نعرف كيف نتنفس، لتوجيه تلك الطاقة نحو الهدف واتحادها، وبالتالي تحقيق الفعالية اللازمة لكل تقنية مؤذاة .   

وبناء على ذلك، يمكن القول أن نبرة الصوت ليست  بالضرورة كافية لوحدها لصنع قوة الصوت، بل على العكس من ذلك الصوت يجب أن يأتي من الهارا وليس من الحلق، وذلك لكي تكون التقنية المستخدمة أكثر قوة  وفعالية، وبالتالي تحقيق الأداء التقني العالي .


الأدوار الرئيسية للكياي :

للكياي مجموعة من الأدوار في رياضة الكاراتيه ومن أهمها أنه :

  • يشد عضلات الصدر و المعدة معا ويخرج قوة إضافية لا مثيل لها  .
  • يستحضر روح المنافسة  عن طريق إخافة الخصم  أثناء المواجهة ويبعث في نفسه الرهبة .
  • يمكن هذا الانفجار التنفسي  من تنفيذ التقنيات المؤداة بشكل صحيح وفعال .
  • يعطي تناسق و إنسجام لعمل الروح مع العقل و الجسم أيضا، من خلال تنفيذ التقنيات المستعملة من طرف الممارس بكل حواسه .
  • يمنح الشجاعة و يبعد التردد لكل ممارس عند أداءه التقنيات أثناء المواجهة و بالتالي فإن التقنيات المؤذاة تكون قوية بفضل هذه الصرخة .


الفوائد الصحية والنفسية للكياي :

من الناحية الصحية، غالبا ما يرتبط التنفس بأداة لتصور الحركة الداخلية " تشي" أو "كي" وغيرها ، وهو شكل من أشكال الطاقة التي تتحرك في الجسم، ومن خلال إرسال هذه الطاقة إلى مناطق معينة عن طريق التنفس، فإننا نساعد المنطقة على الاسترخاء والشفاء.

في كثير من الأحيان تتضمن ممارسة التنفس الجلوس أوالتمدد أو الاستلقاء، في بعض الأحيان يكون الشعور بالراحة والارتياج أكثر. ويمكن أيضا في أحيان أخرى القيام بتمارين صعبة من خلال الاحتفاظ بالتنفس أو إطالته حسب التقنية المستخدمة،  وبالتالي فإن ممارسة التنفس بشكل جيد يجلب الكثير الفوائد.

 وعليه، فإن الحد الأقصى لممارسة الجهاز التنفسي يكون موجود، تأتي الراحة بسرعة وتكون البيئة تحت السيطرة وأحيانا خيالية، إدن هذا هو المكان الذي تلعب فيه الفنون القتالية دورها ومن بينها رياضة الكاراتيه.


خلاصة واستنتاج :

من الضروري أن تواجه ممارسة التنفس مواقف واقعية إذا كانت المهارات التي تم تطويرها خلال التمارين  الرياضية تهدف إلى تطبيقها في الحياة اليومية، ولهذا فإن ممارسة الكاراتيه يمكن أن يكون ذات فائدة كبيرة على الصحة، سواء على مستوى بناء واستخدام الجسم أو إدارة التوتر أو غيرهما.

لذلك، فإن الفنون الدفاعية تقدم مواقف تسمح باختبار هذا العمل، لكن ليس من السهل دائما اتقان هذه التقنية بالنسبة لجميع الأشخاص ولو كانوا من ممارسي الفنون الدفاعية ، لأنه قد تبدو في بعض الأحيان أن ممارسات التنفس متعارضة مع الممارسات الدفاعية، وبالتالي سيكون من الضروري استخدام التنفس في وقته المحدد لتحسين الأداء وخاصة القوة الانفجارية عند نهاية كل تقنية.

ويظهر ذلك ، أثناء منافسة الكوميتيه على سبيل المثال، من الضروري استعماله في نفس وقت الهجوم للفوز بالنقطة ، و نفس الشيء أثناء منافسات الكاتا، يجب نطق كياي في الوقت المحدد (يختلف مكانه حسب كل كاتا) في كل كاتا.

خاتمة:

الكياي والكيمي هما مفهومان أساسيان في الكاراتيه، يمثلان قوة الروح والجسد. من خلال فهم هذين المفهومين وتطبيقهما في التدريب، يمكن للممارس أن يصل إلى مستوى أعلى من الإتقان والتميز في الكاراتيه. الكاراتيه ليس مجرد رياضة بدنية، بل هو فن حياة يعلمنا كيفية تحقيق التوازن بين الجسد والعقل والروح.

تعليقات