نصائح لكي تصبح مدربا ناجحا ومحترما من طرف الأطفال:
لكي تصبح مدرب كاراتيه ليس بالأمر السهل، وخاصة بالنسبة لفئة الأطفال ، فهو أمر يتطلب الكثير من الخبرة والمعلومات والتواصل السيكولوجي واللطف والكثير من الصبر.
أسرار عجيبة من حياة مدرب الكاراتي. |
على أية حال، إذا قمت بتعليم الأطفال، فإنك تساهم في صنع مستقبل الكاراتيه، إنها مسؤولية جسيمة ، فما أعظمها !
لهذا السبب ، من الضروري أن تكون مدربا جيدا للأطفال، وإلا فإنك ستساهم في تدمير مستقبل الكاراتيه ككل .
ماهي الطريقة الصحيحة لتكون مدربا جيدا لتعليم الأطفال؟
في البداية يجب العمل على اكتساب حب واحترام الأطفال ، عندما يتحقق هذا الأمر ، يصبح من السهل تحقيق الباقي ، فمن خلال تجربتي العملية المتواضعة كمدرب أنقل اليكم بعض السلوكيات غير العادية للأطفال والتي تتطلب الكثير من التقويم والمتابعة وذلك من خلال :
مكافئة وتشجيع أصحاب السلوك الحسن بدل معاقبة ذوي السلوك السيئ :
إنه الصنف الأول من الأطفال ، تجدهم دائما يصرخون ويسحبون شعرهم ويركلون بأقدامهم ويحدثون الكثير من الضوضاء، وفي المقابل ستجد دائما الصنف الثاني من الأطفال يتصرفون كالملائكة يلتزمون بالانضباط في الفصل، ويمارسون الحماس، ولا يخلون بالنظام.
في هذه الحالة ، الحل هو أن تركز على مكافأة الملائكة بدل من معاقبة الشياطين، بل أحيانا تغض الطرف عن بعض المشاغبين.
من هنا يثار التساؤل باستغراب حول السبب الدافع إلى هذه الحلول؟
الحلول المقترحة للتعامل مع شغب الأطفال :
فعلا هذا الحل يعتبر من أساسيات علم النفس ، وذلك من خلال التعرف على السلوك الجيد وقبوله من طرفكم ، عن طريق الكلام والموافقة على ذلك الفعل ، سيعملون الأطفال على تغيير سلوكهم لينالون بذلك الجزاء وبالتالي سينجدبون إلى تحسين سلوكهم بالتدريج .
أو بعبارة أخرى بدلا من الصراخ على الأشخاص الذين يتصرفون بشكل سيئ، قم بمكافأة الأشخاص الذين يتصرفون بشكل جيد أو على الأقل قم بتشجيعهم ولو بكلمة طيبة ، وتدريجيا يتحقق الكمال وسيتحول بذلك المشاغب إلى ملاك.
أهم المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المدرب الناجح :
في بعض الأحيان يتحول تدريب الأطفال إلى كابوس، خاصة عند غياب مدرب مساعد ، ومع ذلك يجب التعايش مع هذه الوضعية ، وذلك بالتحكم في النفس، والتحلي بالصبر وألا تشعر أبدا بالغضب ، وإذا وقعت في ذلك ، أطرح على نفسك التساؤل التالي :
مما أنا غاضب ؟ و هل أنا غاضب من أطفالي ؟ أم من نفسي؟
إنهم مجرد أطفال ، يحتاجون إلى المزيد من العناية والاهتمام والتربية الحسنة ، من اللازم أن تكون قائدا متزنا وهادئا ، لا تسمح لنفسك بأن تكون قائدًا ساذجا وغبيا.
إن الأطفال لا يفعلون ما تقوله، بل يفعلون ما تفعله، ومن السهل عليهم أن ينسوا ما قلته لهم بسهولة، لكنهم لن ينسوا أبدا ما جعلتهم يشعرون به .
لذلك، لكي تنال الحب والاحترام لدى الأطفالك، عليك أن تكون قويا ولطيفا ومطمئنا، لذلك كن قدوة يحتذى به .
الطريقة الفضلى للتعامل مع الأطفال أثناء التدريب :
كل مدرب له طريقته الخاصة في التدريب ، تختلف بحسب درجة الخبرة والتكوين ، لكن المدرب الناجح هو من يعمل على فهم ومعرفة نفسية التلاميذ ، ويكون على دراية بدوافعهم ومخاوفهم وتطلعاتهم .
خاصة أن التدريب يتجاوز الجانب البدني إلى ما هو أعمق ، وهذا ينطوي على اعتماد أسلوب تدريب إيجابي وداعم، وبناء الثقة والعلاقة مع التلاميذ، مما يسهل الطريق نحو توجيههم والإشراف عليهم بشكل أفضل طيلة فترة التدريب.
و خلال هذه الفترات من الأفضل اختيار تمارين مسلية لكسر الروتين ولتجنب الملل لدى الأطفال ، على سبيل المثال قم باختيار لعبة بسيطة إما لتحسين السرعة أو تحقيق التوازن بين الحركات وغيرها ، لكن ليس بالضرورة أن يكون التمرين المختار متكاملا و جديا ، بل مجرد تمرين يهدف إلى وضع الابتسامة والسرور على وجه التلميذ .
لقد تبث من الدراسات والأبحاث العلمية أن انتباه الأطفال خلال مرحلة حدث، كالتعلم أو التدريب ( التدريب على رياضة الكاراتيه مثلا ) يكون تركيزه حاضرا خلال الفترة الأولى و الفترة الأخيرة من ذالك الحدث.
لذلك يجب أن تكون هذه اللحظات ( من 10 إلى 15 دقيقة ) من الدرس أو التدريب، رائعة ومُمتِعة ، وبالتالي فإن التلاميذ سيتذكرون أن الحصة كلها كانت ممتعة .
وخلاصة القول ، يجب التأكيد على أن نيل حب الأطفال و احترامهم لكم لن يتحقق بسهولة ، ولكن يمكن أن يتأتى ذلك مع مرور الوقت، وعندما تصل وتبلغ هذه الدرجة، فاعلم أن الأمور قد تتغير بالكامل وتسير نحو الطريق الصحيح ، وبالتالي فإنك ستساهم بشكل كبير في تربية أجيال الغد و تصنع بذلك مستقبل الكاراتيه ككل .
ماهي الخصائص التي يجب أن تتوفر عليها المدرب الناجح :
- امتلاك الشهادات التدريبية المعتمدة الممنوحة من طرف الجامعات والاتحادات المعترف بها، و معرفته بأساسيات التدريب الرياضي، وإلمامه بخبرات التدريس ومهارات الاتصال وغيرها ، و الاعتماد على مدربين أكفاء من المستوى الرفيع واعتبارهم كمرجع يحتدى بهم ؛
- أن يتميز المدرب بشخصية قوية و جدابة و قادرا على التأثير في سلوك الأطفال نحو الأفضل ، من خلال التواصل الدائم والفعال معهم لنقل المبادئ الأولية وتحفيزهم على العطاء ، وتطوير مهارات اتصال واضحة وموجزة، سواء اللفظية أو غير اللفظية، لضمان فهم مايتلقونه في التدريب ؛
- التحلي بالأخلاق الحميدة والاهتمام بالشكل المناسب و الأناقة و النظافة و الاهتمام بطريقة الكلام و السلوك اللائق ، وتعزيز الروح التكافلية بين المدرب و المعنيين بالأمر و مساعدة اللاعبين للخروج من الأزمات النفسية مهما كان سببها ؛
- القدرة على التواصل الفعال مع أولياء الأمور والتلاميذ، و التشاور مع معهم و منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم و النقد البناء ؛
- التحلي بالصفات الحسنة، مثل الصبر و الهدوء و الانضباط والموضوعية، باعتماد أسلوب تدريب إيجابي وداعم، وبناء الثقة مع التلاميذ ؛
- توظيف طريقة اللعب المناسبة حسب مستوى تقدم اللاعب، ( من مستوى مبتدئ إلى مستوى متقدم ) و يتم ذلك عن طريق دراسة عميقة لقدرات اللاعبين ،خلال التدريب ومعرفة الاحتياجات الأساسية و بلورتها على البساط، بحيث يستطيع المدرب أن يكيف مهارات اللاعب، لتحسين قدراته البدنية والتقنية، أو على الأقل تقوية واستكمال أي قصور أو نقص يعاني منه، كل ذلك يعود للمدرب و قدرته على قراءة اللاعب؛
- إمكانية حل المشكلات التي تحصل بشكل فردي مع اللاعبين، و محاولة إيجاد حلول موضوعية في إطار النادي، قبل خروجها عن السيطرة أو إحداث بلبلة و ما يتبعها من إساءات ، ممكن أن تؤثر على مسيرة المدرب أو اللاعب أو غيرهم؛
- ضرورة وضع برنامج أو خطة إستراتيجية للمدرب خلال كل موسم رياضي ، بحيث تكون معيارا لمدى نجاحه أو إخفاقه ، مع التركيز على احتياجات التلميذ ، الذي يعتبر من أولويات أي مخطط أو برنامج تم التركيز عليه .
وفي الختام ، ما يجب تأكيده للعيان أنه (( يبقى التلميذ سواء كان ممارسا أو بطلا أو مدربا أو غيرها مجرد ثمرة جهد للأستاذ )) وهو مبدأ شائع وموضوعي لا يجب نسيانه أوالتغاضي عنه ، لذلك يجب الاعتراف بفضل كل من المدرب ، المعلم والأستاذ سواء في مسارنا الرياضي أم الدراسي .