أنواع التدريبات الرياضية المختلفة :
يعتبر التدريب الرياضي أداة رئيسية لتحسين اللياقة البدنية ورفع مستويات الأداء الرياضي، من خلال الاعتماد على طريقة معينة في التدريب، وخاصة أنها تعتبر بمثابة تجربة فريدة من نوعها عبر مختلف الأساليب والتقنيات المستخدمة، والتي تُشكل خارطة طريق لتحقيق مختلف الأهداف الرياضية.
طرق وأساليب التدريب الرياضي من التقليدي إلى الحديث. |
لكن في بعض الأحيان يتبادر الشك والغموض
للأفراد حول الطريقة المثلى لتحقيق تلك الأهداف ، في الحقيقة لا توجد طريقة أفضل
للتدريب بشكل عام، فكل طريقة لها مزاياها وعيوبها، فأفضل طريقة هي التي تناسب أهدافك
ومستوى لياقتك البدنية ووقتك المتاح.
في هذا المقال، سوف نكتشف أسرار التدريب
الرياضي، من خلال التطرق لمختلف الطرق والأساليب التي تُساعدك على ترسيخ إمكانياتك
وتحقيق أهدافك الرياضية مع الاشارة إلى أهم الفروق التي تتميز بها كل طريقة من حيث الأنواع و المبادئ والعيوب، ثم في الأخير نقدم مجموعة من النصائح لإختيار الطريقة المناسبة لك في التدريب.
أولا : طرق التدريب الرياضي التقليدي
يُعد التدريب الرياضي التقليدي أقدم الأساليب وأكثرها شيوعا، ويعتمد بشكل أساسي على التمارين البدنية المتكررة مثل الجري والسباحة ورفع الأثقال، يتميز هذا الأسلوب ببساطته وسهولة تطبيقه، ولا يتطلب أدوات أو معدات معقدة.
أنواع التدريب الرياضي التقليدي:
يعتمد التدريب الرياضي التقليدي بشكل أساسي
على تمارين بسيطة تُمارس دون الحاجة إلى معدات متطورة، وتشمل بعض أشهر أنواع التدريب
التقليدي ما يلي:
1- التدريب المستمر:
يُعد التدريب المستمر من أقدم طرق التدريب
الرياضي، ويعتمد على أداء تمارين متوسطة الشدة لفترة زمنية طويلة دون انقطاع، حيث يُعد
هذا النوع من التدريب أساسيا لبناء القوة والقدرة على التحمل.
خاصة أنه يعتمد على أداء تمارين رياضية
بوتيرة ثابتة لفترة زمنية طويلة، وتستخدم هذه الطريقة عادة في رياضات مثل الجري
والسباحة وركوب الدراجات وغيرها .
2- التدريب الفتري:
يهدف التدريب الفتري إلى تقسيم التمرين إلى فترات
زمنية قصيرة ذات شدة عالية، تفصلها فترات راحة قصيرة، و يهدف بذلك إلى تحسين
القدرة على التحمل الهوائي واللاهوائي،
وبالتالي، فإن هذا النوع يركز على
تحسين القوة العضلية والقدرة على التحمل من خلال فترات قصيرة من التمرين المكثف
تتخللها فترات راحة، و يُستخدم عادة في رياضات مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة
الطائرة وغيرها .
3- التدريب التكراري:
يُركز التدريب التكراري على تكرار نفس التمرين
أو مجموعة من التمارين عدة مرات مع فترات راحة قصيرة، ويهدف بالخصوص إلى بناء
القوة العضلية والقدرة على التحمل.
يُعد هذا النوع من التدريب مثاليا لبناء
القوة العضلية، حيث يعتمد على تكرار نفس التمرين عدة مرات مع زيادة الوزن أو
المقاومة تدريجيا، يُستخدم عادة في رياضات مثل رفع الأثقال وكمال الأجسام وغيرها .
4- التدريب المختلط:
يُمزج التدريب المختلط بين مختلف الطرق المذكورة
سابقا، يُستخدم لتحسين مختلف القدرات البدنية مثل القوة والسرعة والقدرة على التحمل،
وخاصة أنه يُعد خيارا مثاليا للراغبين في تحسين لياقتهم البدنية بشكل عام.
مبادئ التدريب الرياضي التقليدي:
يُعد التدريب الرياضي التقليدي بمثابة حجر الأساس لبناء اللياقة البدنية، ويعتمد على مبادئ بسيطة وفعالة وتكلفة قليلة، لكن تحقيق نتائجه تكون جد بطيئة مقارنة بالتدريب الحديث ، ومن بين أهم هذه المبادئ نشير إلى ما يلي:
- بساطة التطبيق: لا يتطلب هذا النوع من التدريب معدات أو أدوات معقدة، ويمكن ممارسته في أي مكان وزمان.
- فعالية مُثبتة: أثبتت الدراسات فعالية الأساليب التقليدية في تحسين اللياقة البدنية وبناء القوة العضلية.
- قلة التكلفة: لا يُكلف هذا النوع من التدريب أي أموال، على عكس بعض أساليب التدريب
الحديث التي تتطلب اشتراكات في صالات الجيم أو شراء معدات رياضية.
عيوب التدريب الرياضي التقليدي:
الافتقار إلى التخصيص: تعتمد أساليب التدريب التقليدية على نهج مقاس واحد يناسب الجميع، مما قد لا يُلبي احتياجات كل فرد بشكلٍ دقيق، فكل ما يناسب رياضيًا محترفًا قد لا يُناسب مبتدئا، وأحيانا قد لا يُراعي أيضا الفروق الفردية في اللياقة البدنية والأهداف الصحية.
- الرتابة والممل: قد يشعر بعض الأشخاص بالملل من تكرار نفس التمارين لفترة طويلة.
- لا يتناسب مع الجميع: قد لا تكون بعض الأساليب التقليدية مناسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابات أو أمراض معينة.
- تحقيق النتائج ببطء: قد يستغرق تحقيق النتائج المرجوة من خلال التدريب
التقليدي وقتًا أطول مقارنة ببعض أساليب التدريب الحديث.
ثانيا: طرق التدريب الرياضي الحديث
مع التطورات العلمية والتكنولوجية، ظهرت أساليب تدريبية حديثة تعتمد على مبادئ علمية متقدمة، وتستخدم أدوات ومعدات حديثة لتعزيز فعالية التدريب، تشمل هذه الأساليب التدريب المتقطع عالي الشدة (HIIT) والتدريب الوظيفي والتدريب الشخصي.
أنواع التدريب الرياضي الحديث:
بفضل التقدم التكنولوجي الحديث ، ظهرت إلى الوجود أنواع جديدة من التدريبات الرياضية تعتمد على أساليب مُتقدمة لتحقيق نتائج أفضل، وتشمل بعض أشهر أنواع التدريب الحديث ما يلي:
1- التدريب المتقطع عالي الكثافة:
يُعد التدريب المتقطع عالي الكثافة من أحدث وأكثر الطرق
فعالية لتحسين اللياقة البدنية، ويعتمد بشكل كبير على أداء تمارين قصيرة ذات شدة
عالية للغاية تليها فترات راحة قصيرة.
2- التدريب الوظيفي:
يُركز التدريب الوظيفي على تحسين المهارات
الحركية التي تُستخدم في الأنشطة اليومية، وهو في حد ذاته يُناسب مختلف الأعمار
ومستويات اللياقة البدنية.
3- التدريب بالوزن الحر:
يُستخدم التدريب بالوزن الحر لتحسين القوة العضلية
وتحفيز حرق السعرات الحرارية، ويُمكن استخدامه في أي مكان سواء في المنزل أو في
صالة الألعاب الرياضية أو غيرها .
مبادئ التدريب الرياضي الحديث:
إذا كان التدريب التقليدي يعتمد على أساليب مُوحدة قد لا تُناسب احتياجات جميع الأفراد، فإن الأمر خلاف ذلك في التدريب الرياضي الحديث ، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الفردانية والتدرج والتنوع والخصوصية والهدفية ، وهو ما سنشير إليه بشكل مقتضب فيما يلي:
- الفردية: تُصمّم برامج التدريب بناء على خصائص كل فرد، بما في ذلك عمره وجنسه ومستوى لياقته البدنية وأهدافه.
- التدرج: يتم زيادة شدة التمرينات تدريجيا على مدار الوقت لتجنب الإصابات وتحقيق التكيف الفسيولوجي.
- التنوع: تتضمن برامج التدريب مزيجا من التمارين المختلفة لتطوير جميع جوانب اللياقة البدنية، مثل القوة والقدرة على التحمل والمرونة والتوازن.
- الخصوصية: تُراعي برامج التدريب احتياجات كل فرد، بما في ذلك أي إصابات أو أمراض مزمنة قد يعاني منها.
- الهدفية: تُحدد أهداف محددة قابلة للقياس والتتبع، وذلك من أجل تقييم درجة تقدم
المتدرب.
عيوب التدريب الرياضي الحديث:
- التكلفة العالية: قد تكون بعض تقنيات التدريب الرياضي الحديثة مكلفة للغاية، مثل استخدام معدات متطورة أو دفع رسوم باهظة لمدربين متخصصين وغيرها.
- تعقيد أسلوب التدريب: قد تكون بعض تقنيات التدريب الرياضي الحديثة معقدة للغاية، مما قد يتطلب خبرة ومهارات متقدمة لفهمها وتطبيقها بشكلٍ صحيح.
- الاعتماد على التكنولوجيا: قد تُصبح بعض تقنيات التدريب الرياضي الحديثة مرهقة للغاية، خاصة إذا اعتمدت بشكلٍ كبير على التكنولوجيا، مما قد يُقلل من التفاعل البشري ويُفقد الفرد متعة ممارسة الرياضة.
- عدم ضمان النتائج: على الرغم من التطورات الحديثة، لا تُضمن تقنيات التدريب الرياضي الحديثة
تحقيق النتائج المرجوة للجميع، فقد تختلف فعالية هذه التقنيات اعتمادًا على العديد
من العوامل، مثل صحة الفرد ونمط حياته والتزامه بالبرنامج التدريبي وغيرها.
وعليه، لا توجد طريقة مثالية للتدريب الرياضي، فلكل من الأساليب
التقليدية والحديثة مزاياها وعيوبها، لذلك تعد أفضل طريقة لتحقيق أهدافك الرياضية هي
اختيار برنامج تدريبي يناسب احتياجاتك الفردية وقدراتك البدنية وأهدافك الصحية، مع
الاستعانة قدر الإمكان بمدرب مختص لتصميم برنامج مُخصص لك وتوجيهك بشكلٍ صحيح.
ثالثا: نصائح لاختيار طريقة التدريب المناسبة
- الهدف من التدريب : وذلك من خلال تحديد الهدف من التدريب، والذي تسعى إلى تحقيقه ؟ هل تريد بناء القوة العضلية، تحسين قدرتك على التحمل، أم زيادة سرعتك أو غيرها ؟
- مستوى اللياقة البدنية : يجب أن تختار طريقة التدريب المناسبة لمستوى لياقت البدنية، وخاصة أنه إذا كنت مبتدئا، فمن الأفضل أن تبدأ بطريقة التدريب المستمر أو التدريب الفتري منخفض الشدة.
- الوقت المتاح : كم من الوقت يمكنك تخصيصه للتدريب؟ لكن من الأفضل اختيار الوقت المناسب بشكل تدريجي.
- نوع الرياضة التي تمارسها : تختلف طرق التدريب باختلاف نوع الرياضة التي تمارسها، وخاصة أن الرياضات عالية الكثافة ليس مثل الرياضات الخفيفة والتي لا تتطلب مجهود كبير.
- مراعاة احتياجاتك الشخصية : وذلك من خلال طرح التساءلات التالية: ماهي احتياجاتك الشخصية؟ و هل لديك أي إصابات أو أمراض يجب مراعاتها؟ وغيرها كثير .
لذلك يُعد التدريب الرياضي بوابة لعالم من الصحة واللياقة والنشاط، باختيار الطريقة المناسبة
واتباع النصائح المشار إليها أعلاه ، يمكن تحقيق أهدافك الرياضية ، لكن تذكر دائما
أن الاستمرارية والتنوع هما مفتاح النجاح في مسارك الرياضي لتحسين لياقتك البدنية، وبالتالي
تحسين أدائك الرياضي.