📁 آخر الأخبار

أهمية علم النفس الرياضي لدى الأطفال: 

في عصرنا الحاضر ، يزداد الوعي بأهمية الرياضة وفوائدها الصحية و الجسدية لدى الأفراد وخاصة الأطفال، لكن ماذا عن الجانب النفسي للرياضة لهذه الفئة؟ وكيف يؤثر علم النفس الرياضي على أدائهم واستمتاعهم بالرياضة عموما؟

علم النفس الرياضي لدى فئة الأطفال
علم النفس الرياضي لدى الأطفال.

في الحقيقة، لا يُعد البُعد الجسدي وحده عنصرا حاسما للنجاح في أي مجال كيفما كان، بل يزداد تأثير العوامل النفسية على الأداء بشكل ملحوظ مع ازدياد عمر الطفل، ومن خلال علم النفس الرياضي نجده يسلط الضوء على هذه العوامل، باحثا في كيفية تأثيرها على دوافع الأطفال، تركيزهم، مشاعرهم، ومهاراتهم الاجتماعية، وبالتالي على أدائهم الرياضي ككل.


ما هو علم النفس الرياضي؟

علم النفس الرياضي هو علم يدرس العوامل النفسية التي تؤثر على سلوك الرياضيين وأدائهم، يهتم هذا العلم بفهم كيف يفكر الرياضيون وكيف يشعرون بل وحتى كيف يتصرفون، وبصفة عامة كيف تؤثر هذه العوامل على أدائهم في مختلف الرياضات.


ماهي فوائد علم النفس الرياضي للأطفال؟

يُمكن لعلم النفس الرياضي أن يُقدم فوائد عديدة للأطفال، من أهمها نذكر ما يلي :


  1. تعزيز الدافعية : يُساعد علم النفس الرياضي على فهم دوافع الطفل للمشاركة في الرياضة، سواء كانت دوافع داخلية نابعة من متعته الشخصية، أو دوافع خارجية مرتبطة بالمكافآت أو التوقعات الاجتماعية؛
  2. تحسين التركيز : يُقدم علم النفس الرياضي تقنيات تُساعد الأطفال على تحسين تركيزهم خلال التدريب والمنافسة، مثل تقنيات التأمل والتصور الذهني؛
  3. التحكم بالمشاعر : يُساعد علم النفس الرياضي الأطفال على فهم مشاعرهم والتحكم فيها، مثل التعامل مع القلق والتوتر قبل المباريات أو الشعور بالإحباط عند الخسارة، وبالتالي التمكن من تعزيز مهارات التعامل مع الضغوطات؛
  4. تطوير المهارات الاجتماعية : تُساعد الرياضة على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، مثل التواصل والتعاون والقيادة، ويُقدم علم النفس الرياضي إرشادات لتطوير هذه المهارات؛
  5. تعزيز الصحة النفسية : تُساهم الرياضة في تعزيز الصحة النفسية للأطفال، ويُقدم علم النفس الرياضي استراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية التي قد يواجها الأطفال خلال مسيرتهم الرياضية؛
  6. تعزيز الثقة بالنفس : من خلال مساعدة الأطفال على تحديد نقاط قوتهم وتطوير مهاراتهم، يُمكن لعلم النفس الرياضي أن يُعزز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم؛
  7. تعلم مهارات التعاون والعمل الجماعي:  مساعدة الأطفال على تطوير مهارات التعاون والعمل الجماعي من خلال المشاركة في الألعاب الرياضية الجماعية؛
  8. تحسين الأداء الرياضي : من خلال فهم العوامل النفسية التي تؤثر على الأداء الرياضي، يُمكن لعلم النفس الرياضي أن يُساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم.


التحديات التي تواجه الأطفال في الرياضة: 

  • الضغوط النفسية : قد يواجه الأطفال ضغوطا نفسية كبيرة من توقعات الآباء أو المدربين، أو من رغبة الفوز والمنافسة؛
  • الخوف من الفشل : قد يُصاب بعض الأطفال بالخوف من الفشل، مما قد يُعيق أدائهم الرياضي؛
  • الإصابات الرياضية: قد تُؤثر الإصابات الرياضية على ثقة الطفل بنفسه ومهاراته؛
  • التنمر : قد يتعرض بعض الأطفال للتنمر من زملائهم في الفريق، مما قد يُؤثر على شعورهم بالراحة والانتماء.


العلامات التي تدل على وجود مشاكل نفسية تؤثر على أداء الطفل الرياضي:

تعد الرياضة من أهم الأنشطة التي تساهم في نمو الطفل وتطوره، جسديا ونفسيا واجتماعيا، لكن قد يُلاحظ أحيانا انخفاضا في أداءه الرياضي دون سبب واضح، قد يكون هذا مؤشرا على وجود مشاكل نفسية تؤثر على أداء الطفل، من ضمنها:


  • انخفاض مستوى الأداء الرياضي: إذا كان الطفل قد أظهر أداء رياضيا جيدا في الماضي، ثمّ حدث انخفاض مفاجئ في أدائه دون سبب واضح، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة نفسية.
  • فقدان الشغف بالرياضة: قد يُصبح الطفل أقل اهتماما بالرياضة، أو قد يُصبح مُترددا في المشاركة في الأنشطة الرياضية.
  • السلوك العدواني: قد يُصبح الطفل أكثر تهيجا أو عدوانية أثناء ممارسة الرياضة، أو قد يُصبح أكثر عرضة لنوبات الغضب تجاه زملائه أو مدربه، أو قد يُظهر سلوكيات غير رياضية.
  • قلة الانتباه والتركيز: قد يواجه الطفل صعوبة في التركيز أثناء التدريبات أو المباريات ، أو يكاد  يكون ذهنه مشتتا، مما يؤثر سلبا على أدائه الرياضي.
  • الأعراض الجسدية: قد يُعاني الطفل من أعراض جسدية، مثل آلام المعدة أو الصداع أو الغثيان وغيرها، قبل أو أثناء ممارسة الرياضة.
  • العزلة الاجتماعية: قد يُفضل الطفل الانعزال عن زملائه، وتجنب التفاعل الاجتماعي معهم، وقد يُصبح الطفل خائفا من الفشل، ويتجنب المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تتطلب مهارات عالية.
  • التغيرات في المزاج: قد يُظهر الطفل تغيرات في مزاجه، مثل التقلبات المزاجية، أو الاكتئاب، أو القلق وغيرها.


لذلك، تعد الرياضة من أهم الأنشطة التي تساهم في نمو وتطور الطفل، ليس فقط على المستوى البدني، بل على المستوى النفسي أيضا، فهي بذلك تعد وسيلة فعالة على تعزيز ثقته بنفسه، وتحسين مهاراته الاجتماعية، وتخفيف التوتر والقلق لديه.


دور الأباء والمدربين في مساعدة الطفل الذي يعاني من مشاكل نفسية:

يلعب الآباء والمدربون دورا هاما في دعم الأطفال التي تظهر عليهم بعض العلامات تدل على وجود مشاكل نفسية لديهم ، وذلك من  خلال اتخاد مجموعة من الخطوات الأساسية ، من أهمها: 


  1. التحدث مع الطفل: تجنب الانفعال وحاول التحدث مع طفلك بطريقة هادئة ومُحبة، لمعرفة ما إذا كان يُعاني من أي مشاكل نفسية تؤثر على أدائه.
  2. خلق بيئة إيجابية : توفير بيئة رياضية إيجابية تُشجع على المتعة والمشاركة، بعيدا عن الضغوط النفسية.
  3. التعامل مع المشاعر: مساعدة الطفل على فهم مشاعره وتنظيمها، وتقديم الدعم في حال واجه صعوبات نفسية.
  4. التشجيع على المشاركة : تشجيع الطفل على المشاركة في مختلف الأنشطة الرياضية، و تقديم الدعم والتشجيع للطفل، دون التركيز على النتائج فقط.
  5. استشارة خبير: إذا كنت قلقا بشأن صحة طفلك النفسية، فاستشر طبيب نفس الأطفال أو أخصائي الصحة العقلية إن لزم الأمر ذلك، بحيث يمكن أن تُساعد طفلك على التعامل مع المشاكل النفسية التي تُؤثّر على أدائه الرياضي، من خلال اللجوء إلى بعض العلاجات، مثل العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي.
  6. تعزيز ثقة الطفل  بنفسه: ساعد طفلك على تعزيز ثقته بنفسه من خلال تشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي يُحبها، وتحفيزه على تحقيق النجاح.
  7. تدريبه على مهارات التأقلم: ساعد طفلك على تعلم مهارات التأقلم مع الضغوطات النفسية، مثل تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.
  8. تعزيز المهارات الاجتماعية:  مساعدة الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية، مثل التواصل والتعاون والقيادة.

من المهم إذن، أن نشير إلى أن التدخل بحزم وفي وقت مبكر، عند ملاحظة بعض العلامات التي قد تدل على وجود مشاكل نفسية تؤثر على الأداء الرياضي للطفل، من شأنه أن يُساعد الطفل على التغلب على هذه المشاكل وتحسين أدائه الرياضي.


وبناء عليه، يعد علم النفس الرياضي أداة قوية وفعالة، تمكن للآباء والمدربين عند التمكن من تقنياته من مساعدة الأطفال على تحسين أدائهم الرياضي وتعزيز استمتاعهم بالرياضة، عن طريق فهم العوامل النفسية التي تؤثر على سلوكيات الأطفال وأدائهم الرياضي، وبالتالي تحقيق استفادة أقصى من إمكاناتهم الرياضية.

لذلك، يعد علم النفس الرياضي مجالا هاما يُعنى بدراسة العوامل النفسية التي تؤثر على الأداء الرياضي لدى الأطفال.

تعليقات