تمارين اليوغا والطاقة الباطنية

تعرف على الخطوات الرئيسية لإتقان اليوغا:

منذ قدم التاريخ ، سعى الإنسان لفهم طاقته الباطنية وتسخيرها لتحقيق نوع من التوازن وتحسين حياته، عن طريق اليوغا كأحد أبرز الممارسات الروحية السائدة أنذاك، والتي كانت تُركز على ربط العقل بالجسد والروح، مما يساهم في إيقاظ طاقات باطنية كامنة داخل الإنسان.

تمارين اليوغا والطاقة الباطنية .

وهو ما وصلت إليه اليوم، وأصبحت من أكثر الممارسات رواجا حول العالم، فهي ليست مجرد رياضة جسدية، بل عملية روحية فريدة من نوعها، تُلهمنا الوصول إلى التوازن والانسجام الداخلي وتهدف إلى الارتقاء بالوعي وتحقيق الانسجام بين مختلف جوانب الوجود، وتصبح بذلك أسلوب حياة يثري تجربتنا الإنسانية ككل.

ما هي اليوغا؟

اليوغا: هي نظام فلسفي روحي من أصل هندي قديم، كانت تهدف إلى تحقيق نوع من التوازن بين الجسد والعقل والروح، حيث تُمارس من خلال تمارين جسدية (تسمى آسانات) وتقنيات تنفس (تسمى براناياما) وتأمل (تسمى ميديتاشن) تُساعد على تحسين اللياقة البدنية والصحة النفسية والوعي الذاتي.

وبناء على ذلك، يمكن اعتبار اليوغا رياضة رائعة وغنية تُثري الروح وتُنير العقل وتُعزز الصحة الجسدية والعقلية والروحية، تمارس من طرف الجميع، بغض النظر عن العمر أو الفئة أو مستوى اللياقة البدنية.

علاقة اليوغا بالطاقة الباطنية:

تُؤمن فلسفة اليوغا بوجود طاقة خفية تُسمى برانا، تُسير جميع العمليات الحيوية في الجسد، حيث تعتمد على تمارين خاصة بها، تميزها عن باقي الرياضات، مما يساعد على تحسين تدفق هذه الطاقة وتوجيهها لتحقيق التوازن والانسجام على جميع المستويات.

ماهي فلسفة اليوغا؟

يعد فهم فلسفة اليوغا من الأهمية بمكان، وذك بفضل ترسيخ قيم الوعي الذاتي و فهم العلاقة الثلاثية ما بين الجسد والعقل والروح، حيث تؤمن اليوغا بأن الإنسان كائن متكامل، وأن صحة الجسد والعقل والروح مرتبطة يبعضها البعض بشكل وثيق، وخاصة أنها تهدف إلى:

1. تحقيق التوازن: عن طريق دمج تقنيات التنفس والحركات الجسدية والتأمل، حيث تسعى اليوغا إلى تحقيق التوازن بين العقل والجسد والروح.
2. تعزيز الوعي الذاتي: حيث تساعد اليوغا على فهم الذات بشكل أفضل، والتعرف على الأفكار والمشاعر والعواطف التي تتحكم بنا.
3. الوصول إلى السلام الداخلي: من خلال تقنيات التأمل والتنفس، تساعد اليوغا على تخفيف التوتر والقلق وتحقيق الشعور بالهدوء والسكينة.
4. تحسين الصحة الجسدية: تُساهم تمارين اليوغا في تحسين اللياقة البدنية والمرونة والقوة، وتقليل آلام الظهر والمفاصل، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي والقلب.

تاريخ نشأة اليوغا:

تقدر نشأة اليوغا على ما يزيد عن 5000 سنة، حيث ظهرت في النصوص الهندوسية القديمة مثل الفيداوالأوبانيشاد، تطورت ممارسة اليوغا عبر الزمن، وتفرعت إلى العديد من المدارس والفلسفات، وتشمل بعض المدارس الرئيسية ومن أهمها:

1. هاثا يوغا : مناسبة للمبتدئين ، تركز على تمارين التنفس والتأمل والوضعية الثابتة؛
2. فينياسا يوغا : تتضمن حركات سلسة متصلة مع التنفس، وهي مناسبة للأشخاص الذين يبحثون عن تمارين أكثر نشاطا؛
3. يكرام يوغا : تُمارس في درجة حرارة مرتفعة؛
4. يين يوغا : يركز على تمارين التمدد الإطالة العميقة.

المكونات الأساسية لليوغا:

تتكون اليوغا من مزيج متكامل من العناصر التي تعمل معا لخلق تجربة شاملة، وتشمل هذه العناصر ما يلي :

• الوضعيات الجسدية (آسانا): وتُعرف باسم التمارين في اليوغا، وتُركز على تحسين المرونة والقوة والتوازن؛
• تقنيات التنفس (براناياما) : وتُركز على التحكم بالتنفس لتحسين تدفق الطاقة في الجسم والعقل؛
• التأمل والهدوء : يُمارس لتهدئة العقل وتصفية الأفكار وتحقيق الوعي الذاتي؛
• الفلسفة والأخلاقيات: تُقدم اليوغا تعاليم حول كيفية العيش بحياة أخلاقية هادفة.

ما هي فوائد اليوغا؟

تُقدم اليوغا فوائد عديدة على جميع الأصعدة، وتشمل الصحة الجسدية والعقلية والروحية وهي كالتالي  :

• الصحة الجسدية: تُحسن اليوغا من المرونة والقوة والتوازن، وتُقلل من التوتر والألم، وتُساعد على النوم بشكل أفضل؛
• الصحة العقلية: تُقلل اليوغا من القلق والاكتئاب، وتُحسن من التركيز والذاكرة، وتُعزز الشعور بالسعادة والرضا؛
• الصحة الروحية: تُساعد اليوغا على تحقيق الوعي الذاتي، وتُعزز الشعور بالاتصال بالذات والكون.

الطريقة الصحيحة لأداء اليوغا:

أولا: الاستعداد الجيد

• اختيار مكان هادئ: اختر مكانا هادئا خالي من الضوضاء، مع تهوية جيدة وإضاءة مناسبة.
• استعمال بساط اليوغا: استخدم بساطا مخصصا لليوغا يوفر الثبات والاستقرار.
• ارتداء الزي المناسب: ارتداء ملابس مريحة تسمح بحرية الحركة دون عرقلة.

ثانيا: البدء بتمارين الإحماء 

•   الحركة الدائرية للمفاصل: حرك مفاصل جسمك بدءًا من الرقبة وصولا إلى الكاحلين، لتحسين المرونة وتقليل خطر الإصابات.
• التنفس العميق: مارس تمارين التنفس العميق (البراياناما) لتزويد جسمك بالأكسجين وتهيئة ذهنك للتركيز.

ثالثا : اتقان أوضاع اليوغا (الآساناس)

• البدء بوضعيات بسيطة: اختر أوضاعا بسيطة تناسب مستوى لياقتك وتعلمها بدقة قبل الانتقال إلى أوضاع أكثر تعقيدًا.
• التركيز على التنفس: ربط كل حركة مع التنفس العميق، مع التركيز على الشهيق عند التمدد والزفير عند الانكماش.
• الحفاظ على الاستقامة: حافظ على استقامة عمودك الفقري قدر الإمكان في جميع الوضعيات، ولا تجبر نفسك على أوضاع قد تُسبب لك الألم.

رابعا: التركيز والتأمل

• تركيز الانتباه على التنفس: ركز انتباهك على شعور التنفس في أنفك وصدرك؛
• التأمل والهدوء : مارس التأمل لتهدئة عقلك وتصفية أفكارك، مع التركيز على الحاضر.

خامسا :الاسترخاء

•         الوضعية النهائية: خذ بضع دقائق في وضعية الاسترخاء (السافاسانا) على الأرض.
•        التأمل بعمق : مارس التأمل بعمق، ويستحسن الاستماع إلى موسيقى هادئة.

 

من خلال ما سبق التطرق إليه، يمكن القول أن ممارسة اليوغا بانتظام، يساهم في تحقيق نوع من التوازن بين الجسد والعقل والروح، والشعور بالسعادة والرضا، وهي بذلك لا تقتصر على ممارسة التمارين فقط، بل هي أسلوب حياة يُساعد على تحقيق التوازن والانسجام في جميع جوانب الحياة، وهي مناسبة لاكتشافِ طاقتنا الباطنية وتسخيرها لتحسينِ حياتنا نحو الأفضل.