📁 آخر الأخبار

التمييز بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية

أهم الفروق بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية:

يُعد الغذاء من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان، سواء من حيث الوقاية من الأمراض أو علاجها، وبات من المعروف أن لكل فئة من فئات المجتمع احتياجات غذائية خاصة بها، تتطلب معرفة وخبرة مسبقة لتصميم نظام غذائي مناسب.

التمييز بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية
 التمييز بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية.

لكن مع ازدياد الوعي بأهمية التغذية، برزت تخصصات فرعية تُعنى بتلبية احتياجات هذه الفئات المجتمعية. فما هو إذن المقصود بكل من التغذية العلاجية والتغذية الرياضية؟ وما هي مختلف أهدافهما؟ و ماهو الفرق المميز بينهما ؟


تحديد مفهوم كل من التغذية العلاجية والتغذية الرياضية:

تُعرف التغذية العلاجية باستخدام الغذاء كأداة للوقاية من الأمراض وعلاجها، حيث يركز أخصائي التغذية العلاجية على تقييم الحالة الصحية للمريض وتصميم نظام غذائي مُخصص يلبي احتياجاته الفردية.

 بينما تُركز التغذية الرياضية على تحسين الأداء الرياضي من خلال توفير العناصر الغذائية اللازمة للرياضيين، حيث يركز أخصائيو التغذية الرياضية على تصميم أنظمة غذائية تُساعد الرياضيين على تحقيق أهدافهم، سواء كانت زيادة الكتلة العضلية، أو تحسين التحمل، أو إنقاص الوزن.


     الفرق بين أخصائي التغذية الرياضية وأخصائي التغذية العلاجية:

    إذا كان من المعلوم أن أخصائي التغذية الرياضية يقوم بتصميم خطة غذائية مخصصة لكل رياضي بناء على نوع الرياضة التي يمارسها، ومستوى لياقته البدنية، وأهدافه. هذه الخطة قد تشمل:

    • توقيت الوجبات: تحديد أفضل أوقات لتناول الوجبات والوجبات الخفيفة قبل وأثناء وبعد التمرين.
    • ترطيب الجسم: شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى للحفاظ على رطوبة الجسم.
    • تغذية ما قبل التمرين: تناول وجبة خفيفة غنية بالكربوهيدرات قبل التمرين لتوفير الطاقة.
    • تغذية بعد التمرين: تناول وجبة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات لتعويض العضلات وبناءها.


    فإن أخصائي التغذية العلاجية يقوم بتصميم خطة غذائية مخصصة لكل مريض بناء على حالته الصحية الفردية واحتياجاته الغذائية. هذه الخطة قد تشمل:

    • تعديل كمية ونوع الطعام: قد يوصي أخصائي التغذية بزيادة أو تقليل تناول بعض الأطعمة، أو استبدالها بأخرى أكثر صحة.
    • تجنب الأطعمة المسببة للحساسية أو الالتهابات: مثل الغلوتين، ومنتجات الألبان، والمواد المضافة.
    • مكملات غذائية: في بعض الحالات، قد يوصي أخصائي التغذية بتناول مكملات غذائية لتعويض النقص في بعض العناصر الغذائية.


    ما هي أهداف التغذية العلاجية والتغذية الرياضية:

    تنوع وتختلف الأهداف الرئيسية لكل من التغذية العلاجية والتغذية الرياضية، ومن أبرز هذه الأهداف نشير إلى ما يلي :


    أولا : أهداف التغذية العلاجية

    • تحسين صحة الجهاز الهضمي: من خلال معالجة مشاكل مثل عسر الهضم، والإمساك، والإسهال، والارتجاع المعدي المريئي؛
    • التحكم في الوزن: سواء كان ذلك بزيادة الوزن أو إنقاصه، مع مراعاة الحالة الصحية للفرد؛
    • الوقاية من الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب والسكري والضغط؛
    • علاج الأمراض المزمنة: من خلال مساعدة الجسم على التعامل مع المرض وتحسين قدرة الجهاز المناعي؛
    • تحسين الصحة النفسية: من خلال معالجة مشاكل مثل القلق والاكتئاب.


    ثانيا : أهداف التغذية الرياضية

    • زيادة الطاقة: من خلال تزويد الجسم بالكمية اللازمة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية؛
    • بناء العضلات: من خلال تزويد الجسم بالبروتينات اللازمة لنمو العضلات وإصلاحها؛
    • حرق الدهون: من خلال مساعدة الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة؛
    • تحسين الأداء الرياضي: من خلال زيادة القوة والسرعة والقدرة على التحمل؛
    • تسريع عملية التعافي: من خلال تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لإصلاح الأنسجة التالفة.


    الفرق الرئيسي بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية:

    يُعد فهم الفرق بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية خطوة أساسية نحو تحسين الصحة العامة وتحقيق الأداء الرياضي، باعتبارهما مجالان مرتبطان بعضهما ببعض، لكنهما يختلفان من حيث هدفهما وجمهورهما المستهدف وتركيزهم وخططهم الغذائية، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الفقرات الموالية:


    من حيث الهدف:

    تهدف التغذية العلاجية إلى تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها، بينما التغذية الرياضية تهدف إلى تحسين الأداء الرياضي.


    من حيث الجمهور المستهدف:

    تُقدم التغذية العلاجية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مختلفة، مثل السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها، في حين التغذية الرياضية تُقدم للرياضيين من مختلف الأعمار والأنواع الرياضية.


    من حيث التركيز:

    التغذية العلاجية تُركز على توفير العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للشفاء والوقاية من الأمراض، بينما التغذية الرياضية تُركز على توفير العناصر الغذائية التي تُعزز الأداء الرياضي، مثل الكربوهيدرات والبروتينات.


    من حيث الخطط الغذائية:

    التغذية العلاجية: تُصمم خطط غذائية مُخصصة لكل مريض بناء على احتياجاته الفردية وحالته الصحية، في حين التغذية الرياضية: تُصمم خطط غذائية مُخصصة لكل رياضي بناء على نوع الرياضة التي يمارسها، ومستوى لياقته البدنية، وأهدافه.


    من حيث المكملات الغذائية:

    قد يُنصح في التغذية العلاجية بتناول بعض المكملات الغذائية لتعويض نقص العناصر الغذائية في بعض الحالات، بينما يُنصح في التغذية الرياضية بتناول بعض المكملات الغذائية لتعزيز الأداء الرياضي، مثل البروتين، والكرياتين.

    واستخلاصا مما سبق، يمكن القول أن التغذية العلاجية والرياضية هما مجالين مهمين في مجال الصحة واللياقة البدنية. كلاهما يعتمد على الغذاء لتحقيق أهداف محددة، ولكن لكل منهما تركيز مختلف وأهداف مختلفة. من خلال فهم الفرق بينهما، يمكنك اتخاذ قرارات غذائية أفضل لتحسين صحتك وأداءك.


    كيف تختار بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية؟

    إن حسم اختيارك بين التغذية العلاجية والتغذية الرياضية، يعتمد على احتياجاتك وأهدافك، وذلك وفق ما يلي:

    1. إذا كنت تعاني من مرض أو حالة صحية: استشر أخصائي تغذية علاجية، لتصميم خطة غذائية تناسب احتياجاتك وتساعدك على علاج أو التحكم في حالتك.
    2. أما إذا كنت تمارس الرياضة بشكل منتظم: استشر أخصائي تغذية رياضية، لتصميم خطة غذائية تُساعدك على تحسين أدائك الرياضي وتعزيز صحتك.


    علاقة التغذية العلاجية بالتغذية الرياضية وكيفية عملهما:


    أولا :التغذية العلاجية:

    يبدأ أخصائي التغذية بتقييم الحالة الصحية للمريض، بناء على تاريخه الطبي، وأعراضه، وفحوصاته المخبرية، ونمط الحياة. بعد ذلك، يتم وضع خطة غذائية تتضمن ما يلي:

    • اختيار الأطعمة المناسبة: يتم التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تدعم وظائف الجسم وتُساهم في الشفاء، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
    • تحديد كميات الطعام: يتم تحديد كمية السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها المريض بناءً على حالته الصحية وأهدافه.
    • تحديد مواعيد الوجبات: يتم تنظيم مواعيد الوجبات لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية بانتظام ودعم عملية التمثيل الغذائي.
    • تقديم المشورة حول تحضير الطعام: يُقدم أخصائي التغذية نصائح حول كيفية تحضير الطعام بطريقة صحية وسهلة، مع مراعاة احتياجات المريض وتفضيلاته.


    ثانيا: التغذية الرياضية

    يبدأ أخصائي التغذية الرياضية بتقييم احتياجات الرياضي، بما في ذلك نوع الرياضة، ومستوى اللياقة البدنية، وأهدافه التدريبية. بعد ذلك، يتم وضع خطة غذائية تتضمن ما يلي:

    • تحديد احتياجات الطاقة: يتم حساب احتياجات الرياضي من السعرات الحرارية بناء على نوع الرياضة ومدة التدريب وكثافته.
    • تحديد احتياجات العناصر الغذائية: يتم التركيز على العناصر الغذائية التي تُعزز الأداء الرياضي، مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية.
    • تحديد مواعيد الوجبات: يتم تنظيم مواعيد الوجبات لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية قبل وأثناء وبعد التمارين الرياضية.
    • تقديم المشورة حول المكملات الغذائية: قد يوصي أخصائي التغذية الرياضية بتناول مكملات غذائية مناسبة محددة لدعم صحة الرياضي وتحسين أدائه.

    وبناء على ما سبق، يستخلص من ذلك أنه لا تُعد التغذية العلاجية والتغذية الرياضية مجالات مُنفصلة بعضها عن بعض، بل هما مترابطتان فيما بينهما بشكلٍ وثيق.

    ففي بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى نهج مُتكامل يجمع بينهما لتحقيق أهدافه الصحية، وبالتالي تحسين أدائه في جميع جوانب الحياة.

     

    الخلاصة:

    تعد كل من التغذية العلاجية والتغذية الرياضية مجالات مهمة تُساعد على تحسين صحة الإنسان، فمن خلال إتباع نظام غذائي مخصص واحترافي، يمكن للأفراد علاج أو تحسين حالاتهم الصحية، وتحسين أدائهم الرياضي، وبالتالي العيش حياة صحية آمنة ونشطة.

    تعليقات