تأثير السوائل والشوارد على الأداء الرياضي :
يُعد النشاط البدني عنصرا أساسيا للحفاظ على صحة الإنسان، وله العديد
من الفوائد الجسدية والنفسية، لكن مع ممارسة الرياضة، يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل
والشوارد، مما قد يؤثر سلبا على الأداء الرياضي والصحة العامة.
دور السوائل والشوارد في الأداء الرياضي. |
تلك المكونات البسيطة ظاهريا، والتي تحمل في طياتها قدرة هائلة على خلق
التوازن والوظائف الحيوية في أجسامنا، فماذا يقصد بالسوائل و الشوارد؟ وهل لها أعراض معينة ؟ وماهي أدوارها الحيوية في جسم الإنسان،
وكيف تؤثر على الأداء الرياضي؟
ماهي السوائل والشوارد؟
تُشكل السوائل ما يزيد عن 60% من جسم الإنسان، وتُمثل بيئة مثالية
لتفاعلات كيميائية معقدة تُدير وظائف الجسم، فداخل هذه السوائل، تُذاب العناصر الغذائية،
وتنقل الأكسجين، وتطرد الفضلات، كما تُساعد السوائل على تنظيم درجة حرارة الجسم، وحماية
الأعضاء، ودعم وظائف الجهاز المناعي.
أما بالنسبة للشوارد، فهي عبارة عن أيونات معدنية موجودة في السوائل،
مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، حيث تلعب هذه الشوارد دورا أساسيا
في العديد من الوظائف الحيوية، مثل تنظيم ضغط الدم، ونقل الإشارات العصبية، وانقباض
العضلات.
خلال التمارين الرياضية، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر العرق،
مما يؤدي إلى الجفاف، الذي يمكن أن يُعيق الأداء الرياضي بشكل كبير، لذلك يُنصح بشرب
كميات كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمارين الرياضية للحفاظ على رطوبة الجسم.
أهمية السوائل في الأداء الرياضي:
- تنظيم درجة حرارة الجسم: يلعب الماء دورًا حيويًا في تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال التعرق. فخلال التمرين، يزداد معدل التعرق للتخلص من الحرارة الزائدة، وبالتالي فإن شرب الماء بانتظام يساعد على منع ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- توصيل الأكسجين والمغذيات: يساعد الماء على نقل الأكسجين والمغذيات إلى العضلات، مما يزيد من قدرتها على توليد الطاقة.
- إزالة الفضلات: يساعد الماء على إزالة الفضلات الناتجة عن عملية الأيض، مما يحافظ على صحة الكلى.
- الحفاظ على حجم الدم: يساعد الماء على الحفاظ على حجم الدم، مما يحسن الدورة الدموية.
دور الشوارد في الأداء الرياضي:
- التوازن الكهروليتي: تساعد الشوارد في الحفاظ على التوازن الكهروليتي في الجسم، والذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم ضربات القلب، ونقل الإشارات العصبية، وتقلص العضلات.
- الترطيب الخلوي: تساعد الشوارد في سحب الماء إلى الخلايا، مما يساعد على الحفاظ على الترطيب الخلوي.
- الوظائف العصبية والعضلية: تلعب الشوارد دورًا حيويًا في نقل الإشارات العصبية وتقلص العضلات.
أهم الشوارد في جسم الإنسان:
معلوم أن الشوارد هي عبارة معادن موجودة في السوائل داخل وخارج الخلايا، حيث تلعب أدوارا
مهمة في وظائف الجسم، مثل تنظيم انقباض العضلات، وتوازن السوائل، ونقل النبضات العصبية،
ومن أهم هذه الشوارد نشير إلى ما يلي:
- الصوديوم: يعد الصوديوم من أهم الشوارد في الجسم، وهو مسؤول عن تنظيم توازن الماء، ووظائف الأعصاب والعضلات، وضغط الدم.
- البوتاسيوم: يعد البوتاسيوم ضروريا لتنظيم وظائف الأعصاب والعضلات، ووظائف القلب، وضغط الدم.
- الكالسيوم: يعد الكالسيوم ضروريًا لصحة العظام والأسنان، ووظائف العضلات، وتجلط الدم.
- المغنيسيوم: يعد المغنيسيوم ضروريا لتنظيم وظائف العضلات والأعصاب، وإنتاج الطاقة،
ووظائف القلب.
ما هي أعراض نقص السوائل والشوارد؟
يُمكن أن تُصنف أعراض نقص السوائل والشوارد إلى نوعين رئيسيين:
أولا : أعراض نقص السوائل
- العطش: علامة واضحة تدل على نقص السوائل، حيث يُرسل الدماغ إشارات تُحفز الشعور بالعطش؛
- جفاف الفم: يصبح الفم جافا بسبب نقص اللعاب، مما قد يُسبب صعوبة في التحدث أو البلع؛
- قلة التبول: يصبح البول غامقا وذو رائحة قوية بسبب قلة السوائل في الجسم؛
- الإمساك: يصبح البراز صلبا وجافا بسبب قلة الماء في الأمعاء؛
- الدوخة: يسبب نقص السوائل انخفاض ضغط الدم، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالدوخة أو الدوار؛
- الإرهاق: يسبب نقص السوائل نقصا في الطاقة، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق؛
- الصداع: يسبب نقص السوائل توترا في الأوعية الدموية، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالصداع.
ثانيا : أعراض نقص الشوارد
- تشنجات العضلات: تُسبب اضطرابات مستويات الشوارد تقلصات عضلية لا إرادية؛
- خدر ووخز في الأطراف: يُسبب نقص بعض الشوارد، مثل البوتاسيوم، وخزا وخدرا في الأطراف؛
- الإرهاق: يُسبب نقص الشوارد نقصا في الطاقة، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق؛
- اضطرابات ضربات القلب: يُسبب نقص بعض الشوارد، مثل المغنيسيوم، اضطرابات في ضربات القلب؛
- الارتباك: يُسبب نقص بعض الشوارد، مثل الصوديوم، تغيرات في وظائف الدماغ، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالارتباك.
ما هي العوامل التي تسبب نقص السوائل والشوارد؟
هناك مجموعة من العوامل التي قد تسبب نقص السوائل والشوارد في الجسم ، ومن أهمها نشير إلى ما يلي:
- التعرق المفرط: يسبب التعرق المفرط، مثل ممارسة الرياضة أو التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، فقدانا كبيرا للسوائل والشوارد؛
- الإسهال والقيء: يسبب الإسهال أوالقيء فقدانا كبيرا للسوائل والشوارد من خلال الأمعاء أو البراز؛
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة: تسبب الحمى فقدانا كبيرا للسوائل من خلال التعرق؛
- تناول بعض الأدوية: تسبب بعض الأدوية، مثل مدرات البول، فقدانا للسوائل والشوارد.
ما هي مخاطر نقص السوائل والشوارد؟
يمكن أن يسبب نقص السوائل والشوارد العديد من المخاطر، مثل:
- اضطرابات وظائف القلب: يُمكن أن يُسبب نقص بعض الشوارد، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، اضطراباتٍ في وظائف القلب؛
- فشل الكلى: يُمكن أن يُسبب نقص السوائل الشديد فشلا محتملا في الكلى؛
- الغيبوبة: يُمكن أن يُسبب نقص الشوارد الشديد غيبوبة وفقدان الوعي.
تأثيرات نقص السوائل والشوارد على الأداء الرياضي:
يمكن أن يؤدي نقص السوائل والشوارد إلى العديد من المشكلات الصحية، خاصة عند ممارسة النشاط البدني، حيث تشمل هذه المشكلات ما يلي :
- انخفاض القدرة على التحمل: نقص السوائل والشوارد يُعيق نقل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى العضلات، مما يُقلل من قدرة الرياضي على التحمل.
- ضعف القوة العضلية: نقص الشوارد يُؤثر على انقباض العضلات، مما يُضعف قوتها ويُقلل من قدرة الرياضي على الأداء.
- الإرهاق والتعب: نقص السوائل والشوارد يُؤدي إلى تراكم الفضلات في العضلات، مما يُسبب الإرهاق والتعب.
- تقلصات عضلية: نقص الشوارد، خاصة الكالسيوم والمغنيسيوم، يُمكن أن يُسبب تقلصات عضلية مؤلمة.
- ارتفاع خطر الإصابة: نقص السوائل والشوارد يُقلل من قدرة الجسم على تنظيم حرارة الجسم، مما يُزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس.
نصائح للحفاظ على رطوبة الجسم ومستويات الشوارد:
يعتمد الحفاظ على رطوبة الجسم عدة عوامل، منها نوع الرياضة، شدة التمرين،
ودرجة حرارة الجو، وبشكل عام، يُنصح بشرب مابين 2 إلى 3 لتر من الماء يوميا، وزيادة
الكمية قبل وأثناء وبعد التمارين الرياضية، كما يمكن تعويض نقص الشوارد من خلال شرب
مشروبات رياضية تحتوي على إلكتروليتات.
إضافة إلى ذلك، يعد تناول الأطعمة الغنية بالمعادن مثل الفواكه والخضروات
والحبوب الكاملة، من أفضل الخيارات للحفاظ على رطوبة الجسم بشكل جيد.
الخلاصة:
تلعب السوائل والشوارد دورا محوريا في الأداء الرياضي المُبهر، فالحفاظ على رطوبة الجسم ومستويات الشوارد يُساعد على تحسين الأداء الرياضي، و بالتالي يساعد ذلك على منع الإصابات الرياضية المحتملة، وتعزيز الصحة العامة.