الألعاب الأولمبية - تاريخ نشأتها، مستجداتها وأهم الرياضات المستحدثة بها:
تُعد الألعاب الأولمبية أعرق وأكبر حدث رياضي عالمي، حيث تجتمع فيه نخبة
من الرياضيين من مختلف أنحاء العالم للتنافس في مختلف الرياضات، وتُعد رمزا للوحدة
والسلام بين الأمم، وتعود هذه الألعاب إلى عصور قديمة في اليونان القديمة، حيث كانت
تقام كل أربع سنوات، وتميزت تلك الألعاب بروحها الرياضية العالية، حيث كانت تُمنع الحروب
خلال فترة إقامتها.
منافسات الألعاب الأولمبية. |
ماهو تاريخ الألعاب الأولمبية؟
نشأت الألعاب الأولمبية القديمة في اليونان القديمة في القرن الثامن قبل
الميلاد، وكانت تقام في مدينة أولمبيا كل أربع سنوات تكريما للآلهة اليونانية، وقد
شملت هذه الألعاب العديد من الرياضات، مثل الجري والمصارعة والملاكمة وسباق الخيل
، وغيرها.
متى تقام الألعاب الأولمبية؟
تُقام الالعاب الاولمبية كل أربع سنوات، وتُقسم إلى دورتين :
- دورة الألعاب الأولمبية الصيفية: حيث تُقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية
خلال فترة الصيف وتشمل رياضات متنوعة مثل ألعاب القوى والسباحة والجمباز وكرة القدم
؛
- دورة الألعاب الأولمبية الشتوية: و تُقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية خلال فصل الشتاء، وتشمل رياضات مثل التزلج على الجليد والتزلج على المنحدرات والهوكي على الجليد.
الألعاب الأولمبية الحديثة:
في عام 1896، أعاد البارون بيير دي كوبرتان إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة
في أثينا، اليونان. وشملت هذه الألعاب 14 رياضة وشارك فيها 241 رياضيًا من 14 دولة،
ومنذ ذلك الحين أصبحت الألعاب الأولمبية تقام كل أربع سنوات، باستثناء فترة الحربين
العالميتين.
المستجدات التي تعرفها الألعاب الأولمبية:
لقد شهدت الألعاب الأولمبية العديد من التغييرات على مر السنين، بما في
ذلك:
- زيادة عدد الرياضات: تضمنت الألعاب الأولمبية الأولى عددًا محدودًا من الرياضات، ولكن مع مرور الوقت، ازداد عدد الرياضات بشكل كبير. وتضم الألعاب الأولمبية اليوم أكثر من 300 رياضة.
- زيادة عدد الدول المشاركة: شارك في الألعاب الأولمبية الأولى عدد محدود من الدول، ولكن مع مرور الوقت، ازداد عدد الدول المشاركة بشكل كبير، وتشارك اليوم في الألعاب الأولمبية أكثر من 200 دولة.
- زيادة عدد الرياضيين: شارك في الألعاب الأولمبية الأولى عدد محدود من الرياضيين، ولكن مع مرور الوقت، ازداد عدد الرياضيين بشكل كبير. ويشارك اليوم في الألعاب الأولمبية أكثر من 15000 رياضي.
- تطور التكنولوجيا: لعبت التكنولوجيا دورا هاما في تطور الألعاب الأولمبية، وتستخدم اليوم العديد من التقنيات الحديثة لتحسين أداء الرياضيين وجعل الألعاب أكثر إثارة.
نشأة الألعاب البارالمبية إلى جانب الألعاب الأولمبية:
في عام 1960، أقيمت أول دورة ألعاب بارالمبية في روما، إيطاليا، للرياضيين
ذوي الإعاقة، وتقام الألعاب البارالمبية بعد كل أربع سنوات، شأنها
شأن الألعاب الأولمبية، والتي تعد أكثر من مجرد حدث رياضي، فهي رمز للوحدة والسلام
بين الأمم، وتجمع هذه الألعاب الناس من جميع أنحاء العالم معا وتلهمهم على التنافس
بروح رياضية واحترام.
دورة الألعاب الأولمبية المقبلة لسنة 2024:
تستعد مدينة باريس الساحرة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام
2024 ، وخاصة خلال الفترة الممتدة من 26 يوليو إلى غاية 11 أغسطس 2024، والتي تُعد
الحدث الرياضي الأضخم والأكثر شهرة على مستوى العالم، وتحت شعار ألعاب مفتوحة للجميع،
تُسخر فرنسا كل إمكانياتها لجعل هذه الدورة استثنائية وفريدة من نوعها، تتماشى مع قيم
التسامح والمساواة والابتكار.
إدراج رياضات جديدة في دورة باريس 2024:
ستشهد دورة الألعاب الأولمبية 2024 إدخال رياضات جديدة لأول مرة، مثل
رياضة "التزلج على الأمواج" و"التسلق الرياضي" و"الرقص
الرياضي"، كما ستُتيح الفرصة لرياضيين من ذوي الإعاقة للمشاركة في بعض الفعاليات،
تأكيدا على مبدأ الشمولية والمساواة بين جميع فئات المجتمع، حيث ستعرف مشاركة أكثر
من 15 ألف رياضي من جميع أنحاء العالم، يتنافسون في 306 مسابقة رياضية موزعة على
33 رياضة.
لذلك، تُعد هذه الدورة مميزة
وفريدة من نوعها عن باقي الدورات، وخاصة أنها ستشهد عودة رياضة البريك دانس
إلى المنافسات الأولمبية للمرة الأولى منذ دورة الألعاب الأولمبية لعام 2004 في أثينا.
معايير ضم الرياضات واستبعادها من الألعاب الأولمبية:
تخضع عملية ضم رياضة ما إلى الألعاب الأولمبية أو استبعادها لمعايير صارمة
تضعها اللجنة الأولمبية الدولية. وتشمل هذه المعايير:
- الشعبية العالمية: يجب أن تتمتع الرياضة بشعبية عالمية وأن تُمارس في عدد كافٍ من الدول.
- المستوى الفني: يجب أن يكون المستوى الفني للرياضة مرتفعًا وأن تُقام مسابقاتها وفقًا لمعايير دولية.
- التنظيم: يجب أن يكون لدى الاتحاد الدولي للرياضة المعنية بنية تحتية تنظيمية جيدة وقادرة على إدارة المسابقات الأولمبية.
- القيمة الأولمبية: يجب أن تتوافق الرياضة مع القيم الأولمبية، مثل الروح الرياضية واللعب النظيف.
- التأثير على البيئة: يجب أن تُمارس الرياضة بطريقة لا تُلحق ضررًا بالبيئة.
رياضات ودعت حلبة المنافسات الأولمبية:
لعبة شد الحبل:
كانت لعبة شد الحبل من الألعاب الأولمبية في الفترة من 1900 إلى
1920. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب صعوبة تنظيمها وضبط قواعدها بشكل عادل.
لعبة رماية الحمام:
تمّ إدراج هذه اللعبة الغريبة في دورة الألعاب الأولمبية لمرة واحدة فقط
عام 1900. وتمثّلت في إطلاق النار على الحمام
المُطلق من قفص. تمّ استبعادها لاحقًا لأسباب أخلاقية.
لعبة الكروكيه:
تم إدراج لعبة الكروكيه في الألعاب الأولمبية لمرة واحدة فقط عام
1900. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب قلة عدد الدول المُشاركة.
لعبة البولو polo:
كانت رياضة البولو من الألعاب الأولمبية في الفترة من
1900 إلى 1920. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب ارتفاع تكلفتها وصعوبة تنظيمها.
لعبة اللاكروس:
تمّ إدراج لعبة اللاكروس في الألعاب الأولمبية لمرة واحدة فقط عام
1904. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب قلة عدد الدول المُشاركة.
لعبة الجولف:
كانت رياضة الجولف من الألعاب الأولمبية في الفترة من 1900 إلى 1904 و
1908. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب قلة عدد الدول المُشاركة.
لعبة الترايكاتلون:
تمّ إدراج رياضة الترايكاتلون في الألعاب الأولمبية لمرة واحدة فقط عام
2000. وتمّ استبعادها لاحقًا بسبب قلة عدد الدول المُشاركة.
أسباب استبعاد بعض الرياضات من الألعاب الأولمبية:
تختلف أسباب استبعاد كل رياضة من الألعاب الأولمبية، ففي بعض الحالات
تم استبعاد الرياضة بسبب قلة شعبيتها أو انخفاض مستواها الفني، بينما تم استبعاد رياضات
أخرى لأسباب أخلاقية، مثل رياضة الرماية بالحمام.
هل ستعود بعض الرياضات إلى الألعاب الأولمبية؟
من الممكن أن تعود بعض الرياضات المستبعدة إلى الألعاب الأولمبية في المستقبل،
فعلى سبيل المثال، تم إعادة إدراج رياضة الكاراتيه في الألعاب الأولمبية في دورة طوكيو
2020 بعد غيابها عن الألعاب الأولمبية منذ دورة 1972، ليتم بعد ذلك استبعادها مرة
أخرى لأسباب مجهولة.
لذلك تُعد الرياضات المستبعدة من الألعاب الأولمبية جزءًا هامًا من تاريخ
هذا الحدث العالمي، وتُقدم لنا هذه الرياضات لمحة عن التغييرات التي طرأت على الألعاب
الأولمبية بمرور الوقت.
مستقبل الألعاب الأولمبية:
يُواجه مستقبل الألعاب الأولمبية العديد من التحديات، مثل التغيرات المناخية،
وانتشار المنشطات، والفساد، لكن اللجنة الأولمبية الدولية تعمل جاهدةً على التغلب على
هذه التحديات وضمان استمرار الألعاب كرمزٍ للسلام والوحدة في العالم.
لذلك، تسعى اللجنة الأولمبية الدولية أيضًا إلى جعل الألعاب أكثر شمولا
واستدامة، ففي السنوات الأخيرة، تم اتخاذ خطوات لزيادة عدد الرياضيات النسائية، وإتاحة
الفرصة للرياضيين ذوي الإعاقة للمشاركة، واستخدام تقنيات صديقة للبيئة في تنظيم الألعاب.
وخلاصة القول، تعد الألعاب الأولمبية حدثا رياضيا مميزا، منذ نشأتها وانطلاقتها الأولى من اليونان ، سارت اليوم من أعرق وأكبر الأحداث الرياضية المنتشرة عالميا، حيث تجتمع فيه نخبة من الرياضيين من مختلف أنحاء العالم للتنافس في مختلف الرياضات، وتُعد رمزا للوحدة والسلام وتقرب الشعوب والثقافات وتوحد الأمم وتُلهم الأجيال، وتُرسخ قيما نبيلة تُساهم في بناء عالم أفضل.